علي مدي اكثر من35 عاما من العمل والتعاون مع الولاياتالمتحدةالامريكية ممثلة في الغرفة الامريكية بالقاهرة لم اشهد اهتماما ورغبة قوية في المشاركة والتقارب والتجاوب كما يبديها الجانب الامريكي الان بعد ثورة25 يناير. بهذه الكلمات بدء جمال محرم رئيس الغرفة الامريكية بالقاهرة حواره مع جريدة الاهرام عن الوفد الاقتصادي الامريكي الذي تبدأ فاعليات زيارته للقاهرة اليوم وهو الوفد الاكبر في تاريخ العلاقات بين البلدين حيث يصل عدد اعضائه لاكثر من مائة مستثمر ورجل اعمال يمثلون45 شركة من كبري الشركات الامريكية التي تصل رؤوس اموالها الي مئات المليارات ومن اهمها شركة بوينج واباتشي سيلتقون بكبار المسئولين المصريين علي رأسهم رئيس مجلس الوزراء هشام قنديل ووزير الاستثمار اسامة صالح وهناك محاولة للقاء مع الرئيس محمد مرسي.و يري جمال محرم ان هذه الفرصة التاريخية في هذا الوقت الهام لابد من اغتنامها عن طريق طمأنه الجانب الامريكي علي استقرار الاوضاع في مصر سياسيا و وضوح الرؤية الاقتصادية لمستقبل مصر بما يجيب علي تساؤلات المستثمرين واستفساراتهم بشفافية لازاله اي مخاوف او شكوك محتملة. س: شهدت مصر علي مدي تاريخها زيارات لوفود اقتصادية امريكية عديدة فما الاختلاف بين هذه الزيارة والزيارات السابقة ؟ ج:الزيارة الحالية مختلفة تماما ليس فقط من حيث العدد وقوة الشركات الممثلة ولكن من حيث الهدف فهي زيارة استكشافية لتطورات مناخ الاعمال في مصر بعد الثورة وخاصة بعد بدايه اولي خطوات العملية الديمقراطية باجراء اول انتخابات ديمقراطية رئاسية وفي انتظار استكمال باقي الخطوات بصدور الدستور وانتخابات مجلس الشعب المقبلة. وعلي اساس نتائج هذه الزيارة سيتحدد حجم الزيادة والتوسع في الاستثمارت الامريكية في السوق المصرية خلال الفترة المقبلة, لذا نسعي لاعطاء رسائل ايجابية مطمئنه بشفافية ووضوح عن السياسة الاقتصادية المصرية الجديدة. س:في رأيكم ما هي اهم تخوفات المستثمرون الامريكيين بالنسبة للوضع الحالي في مصر ؟ ج: اهم التخوفات تتمثل في زيادة المطالب الفئوية وما ينتج عنها من اعتصامات واضرابات عمالية مستمرة تعطل الانتاج والعمل فرغم ان الاضراب والاعتصام حق مكفول للعمال الا انه يخضع لضوابط تنظمه حتي لايعوق العمل وفي هذه الحالة سيضر العمال قبل صاحب العمل. الي جانب ذلك يتخوف المستثمرين بشكل كبير من تطبيق والقوانين والقرارات بأثر رجعي. س: الغاء الامتيازات التي يحصل عليها المستثمرين ورجال الاعمال في ظل النظام السابق ومن اهمها دعم الطاقة والمياه للمصانع كانت ايضا ضمن مطالب العدالة الاجتماعيه للثورة المصرية. فهل تعتقد ان هذا الامر يمكن ان يؤثر سلبا علي الاستثمارات في مصر ؟ ج: لا اعتقد ان هناك تأثير سلبي لزيادة اسعار الطاقة والمياة وغيرها علي المستثمر الاجنبي بشكل خاص لان هذا الامر من الاشياء الطبيعية التي يتعرض لها المستثمرون في كل بلاد العالم ولا تمثل عائق. كذلك فالحقيقة ان المستثمر لا يتحمل هذه الزيادة ولكنه يضيفها علي تكاليف الانتاج فيتحملها المستهلك. اما ما يزعج المستثمر اساسا هو عدم الوضوح وغياب الشفافية والقرارات المفاجئة. س: في ظل غياب المساعدات الخارجية وتدهور الوضع الاقتصادي الداخلي هل تري ان قرض صندوق النقد ضرورة ام ان هناك بدائل اخري ؟ ج: الاقتصاد المصري يعاني من عجز خطير في الموازنة ونحن لانملك رفاهية الاختيار لاننا في وضع حرج ونحتاج الي اموال الصندوق للعبور من هذا المأزق وهذا حق مصر لانها عضو بالصندوق ويجب ان تستفيد من هذه العضوية حتي يتم اعادة هيكلة الاقتصاد وزيادة معدلات الانتاج والدخل لخفض العجز وفي هذه الحالة يكون لدينا القدرة علي الاختيار. وبالنسبة لما يقال عن شروط الصندوق فلا يوجد شروط خاصة بهذا القرض الا ضرورة وجود توافق مجتمعي حوله وقيام الحكومة بتقديم برنامج الاصلاح الاقتصادي الذي سيتم تطبيقه للتأكد من قدرة مصر علي السداد دون اي تدخل.. س:منطقة التجارة الحرة بين مصروامريكا من الموضوعات التي فشل النظام السابق في تحقيقها. فهل هناك امل في الوقت الحالي في موافقة الجانب الامريكي علي إنشائها ؟ ج:منطقة التجارة الحرة المشتركة تعتبر احد الامور الهامة التي يمكن ان تعود بنفع كبير علي الاقتصاد المصري حيث انها ستسمح بدخول المنتجات المصرية الي السوق الامريكي بدون جمارك مما يعطيها ميزة تنافسية سعرية عاليه. والاتفاقية الخاصة بهذه المنطقة لها شروط اقتصادية تم بالفعل انجازها في عهد النظام السابق ولكن تبقي الشروط السياسيه والاجتماعية التي كانت تعطل تطبيقها ولاتزال قائمة ومن المؤكد انه سيتم مناقشتها بين الجانبين في الفترة المقبلة. وفي حال توقيع الاتفاقية فهي تحتاج الي خمس سنوات حتي يتم تفعيلها بالشكل الكامل. س:اتفاقية الكويز شهدت جدلا مجتمعيا واسعا في وقت تطبيقها ولاتزال, فهل تعتقد انه في ظل النظام الجديد يمكن اعادة النظر في الاتفاقية ؟ ج: بالفعل تجري الان مناقشات حول هذه الاتفاقية في محاولة لتقليل نسبة المكون الاسرائيلي وزيادة المكون المصري الي جانب ضم محافظات الصعيد ضمن المناطق التي تستفيد من هذه الاتفاقية وذلك لدفع عملية التنمية في الصعيد وخلق فرص عمل. س: هل تعتقد ان هناك مجموعة جديدة من رجال الاعمال ستظهر مع تغيير النظام السياسي المصري ؟ ج: اعتقد ان هذا امر سيحدث. فسنشهد تراجع دور بعض رجال الاعمال وبرز اخرين ولكن المهم الا يتم استبعاد احد من المشهد الاقتصادي لاننا نحتاج الان لكل الجهود لزيادة الانتاج للخروج من المأزق الاقتصادي الحالي والمهم ان يعمل الجميع لتحقيق مصلحة مصر.