أن تمتلك منطقا يتيح لك عرض رأيك والدفاع عن وجهة نظرك فهو أمر تستحق معه كل التقدير والاحترام حتي من جانب من يخالفونك الرأي أو من يعترضون علي وجهة نظرك هذه.. أما أن تلجأ إلي ما يمكن تسميته الإرهاب الفكري. وتبدأ في رشق الآخرين باتهاماتك وتوجيه سبابك وشتائمك دون مبرر أو تفسير فإنك تكون قد امتلكت ذهنا مغيبا أو علي أقل تقدير بلاستيكيا لا يقدر حتي علي التفكير والانتقاء! السطور السابقة ضرورة حتمها هذا الانتحار القيمي والأخلاقي الذي أقدم عليه غير كثير من القراء الذين صدمهم عنوان السطور التي حملها هذا المكان يوم السبت الماضي تحت عنوان الرئيس المشبوه!!.. إذ توهم بعض ممن ينتسبون إلي الجماعة أو ممن يتعاطفون معها أنني أقصد تلميحا أو لمزا الرئيس مرسي الذي أحترم نتائج صندوق الإنتخابات التي أكسبته عضوية نادي رؤساء مصر وأدخلته إلي قصر الرئاسة الجمهوري, علي الرغم من أنني لم أكن من بين الذين أشروا علي اسمه في ورقة إبداء الرأي فراحوا ينثرون شتائمهم وسبابهم توهما من جانبهم أنهم يستجيبون لنداء الواجب ويدافعون عن الرئيس أو عن الجماعة دون أن يدروا أنهم في حقيقة الأمر يثيرون عواصف من الشكوك حولهم, عملا بالموروث الثقافي يكاد المريب أو بالمعني الدارج إللي علي راسه بطحة. علي الرغم من أن مقدمة سطور الاسبوع الماضي كانت تؤكد أنني لا أقصد شخصا بعينه بل سبعة ممن تقدموا للترشح لهذا المنصب الراقي رئيس الجمهورية بأن شبهة تلقيهم أموالا أجنبية تلاحقهم وهو ما كان قد أعلنه أكثر من مرة المستشار حاتم بجاتو الأمين العام للجنة العليا للانتخابات الرئاسية والمتحدث الرسمي باسمها والذي كان آخرها في حديثه إلي بوابة الشروق. الغريب في الأمر هي تلك الحالة من الصمت التام التي التحف بها المستشار بجاتو كما ولو كان الأمر لا يعنيه من بعيد أو قريب, وربما لا أجد لها تفسيرا سوي أمر من ثلاثة: إما أن هناك ظروفا أجبرته علي ذلك الصمت الذي طال أكثر من شهرين علي الإعلان عن هذه الشكوك خوفا من أحد وإما أنه يتصبب حرجا من كشف حقيقة الأمر وإما أن كل ما نطق به غير صحيح وإن كنت أستبعد تلك المغامرة غير المحسوبة بسمعته ومكانته القيادية!! علي كل حال وبعيدا عن الاتهامات بالشبهة فإن القانون وضوابط عمليات الانتخابات الرئاسية كما قلت في الأسبوع الماضي قد حظرت علي المرشح تلقي اموالا أجنبية وألزمته أي المرشح بأن يقدم إلي اللجنة خلال 15 يوما وأكرر 15 يوما من تاريخ إعلان نتيجة الانتخاب بيانا يتضمن مجموع الإيرادات التي حصل عليها, ومصدرها وطبيعتها, وما أنفقه منها علي الحملة الانتخابية وأوجه هذا الإنفاق.. وهو ما لم يحدث من جانب المرشحين الثلاثة عشر للموقع الراقي!! في النهاية لا أجد سوي مطالبة المستشار بجاتو مرة أخري بأن يفصح عما لديه من معلومات أو مستندات في هذا الشأن وإذا لم تكن لديه هذه المستندات فعليه أن يتقدم بإعتذار رسمي وواضح وصريح إلي الرأي العام وإلي مرشحي الرئاسة جميعا باعتبار أنه قد أساء للجميع, وهنا يجب ان تتولي الهيئة القضائية التي نكن لها جميعا كل تقدير محاسبته عما اقترفه في حق المجتمع وفي حق المرشحين جميعا!! قبل كل ذلك وبعده فإن علي مرشحي المنصب الرفيع جميعا أن يصبحوا قدوة للمواطنين باحترام القوانين والضوابط والخضوع لها, وأن يقدموا بأنفسهم تلك التقارير إنفاذا من جانبهم لأحكام القانون وإلا سنكون قد احترفنا صياغة القوانين والضوابط لنضيفها إلي كراكيبنا التشريعية!! [email protected] المزيد من مقالات عبدالعظيم درويش