دموع وصراخ وعويل وأياد مرفوعة إلى السماء بالدعاء بالرحمة للضحايا والمصابين فى حادث القطار الأليم، مشهد حزين عاشته مصر أمس، كانت الصورة الرئيسية فيه لأسر الضحايا الذين احتشدوا أمام المستشفيات لاستقبال الضحايا والمصابين، كست الدموع فيه وجوه أسر الضحايا وتبدلت ملابسهم بملابس الحداد حزنا عليهم.. تحدث عدد من أهالى الضحايا إلى «الأهرام» بكلمات تدمى القلب من شدة حزنهم على فراق ذويهم. «بنتى .. أشوفها .. اسمع صوتها، طمأنونى عليها» بهذه الكلمات والحزن يكسو ملامح وجهها قالت السيدة منى والدة الضحية «هدير» وهى منهارة تماما، من أمام مستشفى الهلال: بنتى عندها 18 سنة عروسة جميلة كانت تنوى السفر للإسكندرية، لحضور فرح أحد أقاربنا هناك وقبل ما تخرج انقبض قلبى وقلت لها لا تسافرى يا هدير، كأنى كنت أشعر أن هناك كارثة ستحدث، لكنها قالت: «ليه يا ماما علشان نفرح كلنا» ، لكن الفرح تبدل بالحزن والألم ولوعة الفراق، وتحول الفرح إلى سرادق عزاء. قال محمد أحد أقارب الضحايا بمستشفى السكك الحديدية: لى ابن عمى وزوجته وأولاده كانوا موجودين فى محطة مصر للسفر إلى الإسكندرية وعقب الحريق توجهوا إلى مستشفى السكك الحديدية وجدت ابن عمى وزوجته لكن لم نجد الأطفال محمد هشام «7 سنوات» و مروة «14 سنة» ، طفلان فى عمر الزهور ما ذنبهما ليلقيا مصرعهما بهذه الطريقة البشعة. وتقول شقيقة أحد الضحايا من أمام بوابة مستشفى الهلال برمسيس: «أخى هشام فتحى كان مسافرا إلى إسكندرية وهو من بين المصابين، وعندما سمعت أمى بالكارثة سقطت على الأرض مغشيا عليها من هول الصدمة؟ »وتساءلت شقيقة أحد المصابين:لماذا كل هذا الإهمال وأين عوامل الأمان فى محطة مصر التى تخدم جميع المواطنين، وما ذنب أخى ليتشوه وجهه؟!. وأمام مستشفى السكك الحديدية سمعنا صوت رجل يبكي، قائلا: «بنتى حبيبتى .. أنتى فين يا بنتى ؟ حد يطمنى عليها»، وبدأ يتحدث بصوت واهن حزنا على ابنته الضحية «مني» : راحت تودع أحد أصدقائها فى محطة مصر، وقبل ما تمشى سلمت عليا وقالت لى «ماتخفش يا بابا»، ويبكى بشدة ويقول «رجعوا بنتى ليا، ماقدرش أعيش من غيرها». ويقول أحد الموجودين، أمام مستشفى السكك الحديدية: لى 6 أصدقاء فى هذا الحادث كنا متوجهين إلى الإسكندرية، يا ليتهم لم يذهبوا، »ثم أخذ يبكى ويقول: «ماذا أقول لأسرهم وماذا أفعل فى هذه الكارثة؟ ».