فى تطور جديد ينذر بتصاعد حدة الأزمة، اعترف البيت الأبيض بإجراء اتصالات مباشرة مع عناصر من الجيش الفنزويلى لحثهم على التخلى عن الرئيس نيكولاس مادورو، كما كشف عن إعداد مجموعة جديدة من العقوبات لزيادة الضغوط عليه، فى الوقت الذى كشف فيه تقرير لوكالة «بلومبيرج» عن استمرار تركيا فى تقديم مساعداتها لكاراكاس لتهريب ذهب فنزويلى قيمته 900 مليون دولار. وكشف مسئول أمريكى فى مقابلة مع وكالة «رويترز» للأنباء عن أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتوقع المزيد من الانشقاقات فى صفوف الجيش الفنزويلي، إلا أن عددا محدودا من كبار الضباط أقدم على هذه الخطوة منذ إعلان زعيم المعارضة خوان جوايدو نفسه رئيسا مؤقتا الشهر الماضي. وقال المسئول: «نعتقد أنها مجرد قطرة أولى قبل أن نرى الغيث، ما زلنا نجرى محادثات مع أفراد فى نظام مادورو السابق وأفراد فى الجيش لكن هذه المحادثات محدودة للغاية». وامتنع المسئول عن الإدلاء بتفاصيل عن المناقشات أو مستواها، ولم يتضح إن كانت مثل هذه الاتصالات ستحدث شقوقا فى دعم الجيش لمادورو. وقال المسئول أيضا إن الحكومة الأمريكية تتوقع أيضا أن يفعل الحلفاء الأوروبيون المزيد على الأرجح لمنع مادورو من تحويل أو إخفاء أصول الحكومة خارج البلاد. وأشار إلى أن إدارة ترامب تعد فى الوقت نفسه لمزيد من العقوبات المحتملة على فنزويلا، موضحا أن واشنطن تملك كل الأدوات للضغط على مادورو ومعاونيه «للقبول بانتقال ديمقراطى شرعي». فى الوقت نفسه، كشف مسئول أمريكى ثان ل»رويترز» عن أن الحكومة الأمريكية تبحث أيضا عقوبات محتملة على مسئولين فى الجيش والمخابرات فى كوبا إذ تقول إنهم يساعدون مادورو على البقاء فى السلطة. يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه وكالة «بلومبيرج» للأنباء عن أنه، وبعد شهرين من زيارة مادورو لنظيره التركى رجب طيب أردوغان فى أنقرة، تأسست شركة تركية وصفتها بأنها غامضة تحمل اسم «سارديس». وبدأت هذه الشركة المجهولة أعمالها بصفقة ضخمة فى يناير عام 2018، عندما استوردت كمية من الذهب بلغت قيمتها 41 مليون دولار من فنزويلا، وهى أول صفقة من نوعها بين البلدين يتم تسجيلها منذ أكثر من 50 عاما. وفى الشهر التالي، زادت كمية الذهب الذى استوردته الشركة، حيث بلغت قيمته 100 مليون دولار. وبحلول شهر نوفمبر 2018، عندما أصدر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يسمح بفرض عقوبات على الذهب الفنزويلي، بعد إرسال مبعوث إلى تركيا لتحذيرها من الاستمرار فى هذه التجارة، كانت «سارديس» قد نقلت ما قيمته 900 مليون دولار من المعدن النفيس من فنزويلا إلى تركيا. وعلى صعيد متصل، أعلن جوايدو، أنه مستعد، إذا اقتضت الضرورة، للموافقة على تدخل عسكرى أمريكى فى بلاده للإطاحة بمادورو. وقال جوايدو فى حوار مع وكالة «فرانس برس» إنه على استعداد لفعل كل شيء من أجل إنقاذ حياة الناس، بما فى ذلك الموافقة على تدخل عسكرى أمريكي. وتتزامن هذه التصريحات مع تأكيد مادورو أنه سيمنع دخول المساعدات الإنسانية المرسلة من الولاياتالمتحدة لبلاده، التى بدأت تصل إلى كولومبيا المجاورة لفنزويلا. وعلى صعيد متصل، قضت المحكمة العليا فى فنزويلا ببطلان «قانون الانتقال للديمقراطية» الذى أقره البرلمان الذى تسيطر عليه المعارضة، وينص على تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات الرئاسة قبل نهاية العام الجاري. وأعلن رئيس المحكمة الدستورية، خوان خوسيه ميندوسا، أن «الغرفة الدستورية للمحكمة العليا أكدت عدم وجود بنود بالدستور الفنزويلى حول انتقال السلطة». وأشار ميندوسا إلى أن القانون المذكور يعتبر غير دستورى وليس له أى قوة قانونية. من ناحية أخري، أثر انقطاع التيار الكهربائى أمس الأول على مناطق عديدة من العاصمة الفنزويلية كاراكاس، بما فى ذلك المنطقة التى يوجد فيها القصر الرئاسي. وقد انقطع التيار الكهربائى عن القصر الرئاسى فى أثناء مؤتمر مادورو الصحفي، حيث تسبب انطفاء الأضواء فى حالة من القلق، مما دفع الحرس الرئاسى إلى تطويق مادورو لبضع دقائق، وتعطل المؤتمر الصحفى إلى أن تمت إعادة الكهرباء. ومن جانبها، دعت الصين كذلك إلى إجراء محادثات سلمية لحل مشكلة فنزويلا. وقالت وزارة الخارجية الصينية إن على فنزويلا حل أمورها الخاصة بنفسها من خلال المحادثات السلمية وإن الصين تؤيد جهود المجتمع الدولى فى هذا الصدد.