أكد خبراء مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى بداية من الأحد المقبل ولمدة عام تمثل خطوة إيجابية كبيرة ومهمة فى طريق استعادة دورها فى إفريقيا، وشددوا على ضرورة قيام المؤسسات المصرية بمختلف مستوياتها على استثمار هذه الفرصة، والتى لن تسهم فى حماية المصالح المصرية فى القارة وفى مقدمتها المصالح المائية، فحسب وإنما ستتيح لها إمكانية هائلة للاندماج فى القارة وتعزيز المواقف الإقليمية والدولية لمصر. جاء ذلك خلال ورشة العمل التى نظمها المركز أمس، وأدارتها الدكتورة أمانى الطويل مساعدة رئيس المركز، بحضور الدكتورة إيمان رجب الخبير الأمنى بالمركز، والسفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، والدكتور عميد أحمد القاضى مستشار الشئون الإفريقية فى مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة، والدكتورة أميرة عبد الحليم خبير الشئون الإفريقية بمركز الأهرام. وشددت الدكتورة أمانى الطويل، على ضرورة أن يتسم تحرك مصر خلال فترة ترؤس الاتحاد الإفريقى بالشمولية لكل مكونات المجتمع المصرى، مطالبة بأهمية توافر الرؤى الاستباقية للتعامل مع مستجدات الأوضاع فى القارة الإفريقية، بالذات على صعيد المحافظة على المصالح الاستراتيجية، وبما يحول دون إهدار فرص خاصة فى إقليم حوض النيل. ودعت الطويل الى ضرورة تفعيل الدور المصرى على صعيد تسوية الصراعات الإفريقية، والذى لم يشهد ترحيبا به خلال السنوات الماضية بإيعاز من أطراف غربية. وبدورها أشارت الدكتورة أميرة عبد الحليم إلى أن مصر بما تمتلكه من قوة بشرية وخبرات فى مجالات مختلفة تحتاجها الدول الإفريقية، تستطيع أن تستثمر رئاستها للاتحاد فى توضيح هذه القدرات والاستفادة منها فى تحقيق التقارب مع الدول الإفريقية، عبر توسيع مجالات العمل أمام العمالة والشركات الاستثمارية المصرية فى هذه الدول مع تدعيم العلاقات بين مصر والقوى الدولية، مثل الصين والولايات المتحدة وفرنسا. وحذر السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأٍسبق، مما سماه بالتدخلات الكثيفة فى القارة والتى وصفها بأنها أصبحت مثل الجسد الزاخر بالطعنات من قوى كبرى، وهو ما يمثل تحديا كبيرا أمام التفاعل المصرى خلال فترة رئاسة الاتحاد الإفريقى، مطالبا أن يكون الاهتمام بالقضايا المتعلقة بالتنمية البشرية مجالا حيويا لتحرك مصرى نشط. أما الدكتور عميد أحمد القاضى، فقد طالب باستمرارية مصر فى تقديم الدعم العسكرى والأمنى للدول الإفريقية، رغم ما يشكله من عبء مالى وإدارى وبالذات فيما يتعلق بتدريب وتأهيل القيادات العسكرية والأمنية الإفريقية فى الكليات والمعاهد العسكرية والأمنية، كما طالب بوضع رؤية مصرية علمية وعملية للمواجهة الشاملة لأزمة الهجرة التى تعانى منها دول إفريقية، وتؤثر بالسلب على بعض الدول الأوروبية، خاصة أنها ستكون القضية الرئيسية للقمة الإفريقية المقبلة والتى ترفع شعار عام 2019 هو «اللاجئون والعائدون والمشردون داخليا فى إفريقيا.. نحو حلول دائمة للتهجير القسرى».