ارتفع عدد شهداء الثورة السورية في حربهم مع النظام الي السماء وسقط الجرحي والمصابين علي الأرض يعانون آلام الاصابات التي خلفتها اصابتهم بقذائف ورصاصات القناصة الآلية والرصاصات الجرثومية الكيماوية. ويعانون أيضا الإهمال الشديد ونقص الأدوية وقلة الإمكانات لإجراء الجراحات وتركيب الأجهزة التعويضية ونقص الخدمات وضعف الرعاية في مستشفيات الأردن التي ناءت مع ضعف اقتصادها بأكثر من300 ألف مواطن سوري منهم هؤلاء الجرحي الذي يبلغ عددهم حسب الدكتور عبدالرحمن المسالمة المشرف علي علاج الجرحي السوريين الي أكثر من700 جريح حرب بجميع الاصابات منهم مايزيد علي200 إصابة شديدة و63 حالة شلل جزئي وكلي و28 حالة بتر أيدي وأرجل ويتوزع استقبال هؤلاء الجرحي الذين يهرب بهم عناصر الجيش الحر وذويهم في مستشفيات محافظتي المفرق وإربد فضلا عن مستشفيات عمان وبعض المستشفيات الخاصة لمن استطاع إليهم سبيلا ولايقتصر وجودهم علي غرف المستشفيات فقط وإنما تعج بهم غرف المنازل المستأجرة في إربد والرمثا خصوصا إذا كانت أسرته قد فرت مع الجريح أو قبله. وفي إحدي البنايات الفقيرة في إربد كان الشهيد الحي كما يلقبونه راقدا علي لوح خشبي بجوار أمه الحزينة التي لاتعرف ماذا تفعل لولدها الذي أصابته رصاصة قناص مجرثمة كيماويا وصلت الي عموده الفقري وأصابت النخاع الشوكي فأدت الي شلل جزئي. كانت المرأة تتحدث باستحياء عن ظروف معيشتهم الصعبة فلا عائل لهم ولامساعد. سأل مفيد شرف شاعر الثورة السورية أبو جميل الشاب السوري الذي يحضر بتبرعات من السعودية للعائلات والجري السوريين عما يمكن مساعدته. سألته كيف كانت إصابتك: قال كنت أساعد العائلات الفارة عبر الحدود وشعر بنا الجيش السوري فقصفوا المكان وتقدموا الينا. كنت أساعد بعض النساء علي الفرار فأصابتني رصاصة قناص وكان معنا منيف فواز الجنادي من نوي الذي أصابته أيضا رصاصة مجرثمة أماتته بعد ساعة, ويحتاج الشهيد الحي الي جراحة ترميم للعمود الفقري وتتكلف مبالغ طائلة فمن أين له العلاج؟ مضينا الي مستشفي الملك المؤسس عبدالله بإربد. كانت الاصابات بالغة والحزن عميق.. ولكن أخطرها الطفل حموده الذي بلغ عامه الثامن قبل يومين, وقد أصابته رصاصة جرثومية أيضا في بطنه فقعد مشلولا. كان أسعد حظا من رفاقه الأطفال, كما قال والده لأنهم ذبحوهم بالسكين وعندما استطاع الهرب قابلته رصاصة القناص, يقول خالد الديري من الشيخ مسكين تعاظم القتل وخصوصا ذبح الأطفال واغتصاب النساء مما دفعني الي حمل السلاح بعد أن كنت مكتفيا بالخروج في التظاهرات السلمية. وزاد غضبي كلما كنت أري المساجد تدمر بالمدافع, فانضممت الي كتيبة العمري في درعا, استشهد منها في بصر الحرير15 شهيدا وأصيب أكثر من20 حملونا الي هنا ولكن الرعاية تكاد تكون منعدمة, وهو مايتفق فيه مع أبو دجانه من كتيبة الأنصار والمهاجرين, وشارك في الثورة منذ بدايتها, قبلها كان يتصدي لحملة التشييع والاحتلال الإيراني كما يقول الذي كان يتم بأوامر وتوجيهات مباشرة من هشام بختيار مدير المخابرات الذي قتل مؤخرا بصفته مسئولا عن ملف التشييع في سوريا وترغيب العائلات مقابل8 آلاف ليرة شهريا.. وقد أصابته أكثر من15 رصاصة في أجزاء متفرقة من جسده, أجريت له جراحات لنزعها ولكن المستشفي يعاني من نقص بعض الأدوية كذلك الشيخ موسي الحريري الذي أصيب في معركة بين الجيش النظامي والجيش الحر في بصر الحرير في أثناء الاشتباك بطلقات متعددة من رشاش دبابة واستطاع الفرار الي حيث توجد مستشفي ميداني للجيش الحر في إحدي القري حصل منها علي أكياس دم لتعويض مانزف وعند الحدود في أثناء محاولته مع رفاقه الهرب الي الأردن أطلقت عليه مرة أخري رصاصات عشوائية علي الشيك( السلك الشائك) واستطاع رفاقه حمله حتي أوصلوه الي مخفر الهجانة, سلاح الحدود الأردني بالمفرق ثم حملت الي مستشفي الملك المؤسس أخذ أكياس دم وعولج من الاصابات ولكن الخدمات والرعاية بسيطة ونحتاج الي أن يسمح لنا الأردن بوجود أطباء سوريين من المتطوعين للإقامة معنا في الأجنحة التي تكتظ بالجرحي السوريين وهو نفس مطلب عبود ج من كتيبة شيخ الاسلام ابن تيمية والمصاب في قدميه ويده اليسري بإصابات بالغة في معركة اقتحام مدرسة الشهيد حمدي حمدان بالشيخ مسكين للقبض علي17 من عناصر الجيش الحر النظامي وداهموا المدرسة وخلصوا الأسري وأحرقوا عناصر الجيش الحر ال17 قبل أن نلحق بهم لفك أسرهم وانقاذهم واشتبكنا مع الجيش النظامي وأصبت مع عنصرين من الجيش الحر و14 مدنيا كانوا بالقرب من المدرسة, وابراهيم فتحي طفل صغير13 سنة أصيب بطلقة في خصره وأخري بالعمود الفقري فسببت له شللا بالأطراف, وعبادة أحمد جابر أصيب بطلقات نارية في الصدر أدت الي اصابة الرئتين وتجمع دموي فيها واصابة العمود الفقري مما أدي الي شلل القدمين ولايجد العلاج. حالات الجرحي كثير, ولكن الجميع يشكو من نقص الرعاية إلا أن ياسر الحريري الناشط السوري قال إنه التقي بمدير المستشفي وعرض عليه الأمر كله, فوعد بتحسين الرعاية ومجازاة المقصرين, وقال ياسر الحريري نحتاج إلي دعم مالي كبير لمساعدتنا لأن الأردن إمكانياته قليلة