فى خطوة تؤكد تمرد المؤسسة العسكرية الأمريكية على الرئيس دونالد ترامب، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أمس استقالة الأدميرال كيفن سوينى كبير موظفى «البنتاجون» فى ثالث استقالة بالمؤسسة العسكرية، على وقع قرار ترامب بالانسحاب الفورى والكامل من سوريا. فيما تواصل الغموض بشأن الانسحاب الأمريكى المزمع، والذى زاد بفعل تصريحات جون بولتون مستشار الأمن القومى للرئيس الأمريكى حول حرص ترامب على تدمير «داعش» كشرط للانسحاب. وكان سوينى قد تولى منصبه قبل عامين فى يناير 2017، مؤكدا فى خطاب استقالته «أنه من دواعى الشرف» أن يخدم جنبا إلى جنب زملائه بوزارة الدفاع، وإن لم يشر إلى ترامب بأى شكل من الأشكال. ويأتى قرار استقالة سوينى بعد أيام قليلة من إعلان الرحيل المبكر لجيمس ماتيس من منصبه كوزير للدفاع، والذى كان مقررا له فبراير المقبل. وكانت دانا وايت، المتحدثة باسم «البنتاجون» قد استقالت من منصبها إثر قرار الانسحاب المفاجئ الذى أعلنه ترامب قبل أيام من بداية العام الجديد. وكان إعلان ترامب أيضا وراء استقالة بريت ماكجورك مفوضه الرئاسى للتحالف الدولى ضد تنظيم «داعش» الإرهابى كرابع مسئول على مستوى الدولة الأمريكية إجمالا يغادر موقعه احتجاجا على سياسات ترامب. وتتواصل حالة الغموض بشأن مستقبل السياسة الدفاعية والخارجية للإدارة الأمريكية وتحديدا إزاء منطقة الشرق الأوسط. ففى حين، أكد مسئولو «البنتاجون» عدم وجود جدول زمنى محدد لإتمام الانسحاب الأمريكى من سوريا، أكد مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون خلال جولته بالشرق الأوسط أن أمريكا عازمة على تنفيذ قرار الانسحاب، لكنها ستتخذ من الخطوات اللازم لحماية قواتها خلال فترة الانسحاب. وأكد بولتون الذى قام بجولة فى منطقة الشرق الأوسط شملت القدسالمحتلة وتركيا، أن إتمام هذه الخطوة مرتبط بتحقيق أهداف سياسية بعينها، وأوضح بولتون هذه الأهداف خلال مؤتمر صحفى بالقدسالمحتلة. وتعتبر تصريحات بولتون تأكيدا واضحا ورسميا من الجانب الأمريكى حول تراجع إدارة ترامب عن مسألة «فورية الانسحاب» من سوريا. وفى تصريحات تسبق وصوله أنقرة اليوم الإثنين قادما من القدسالمحتلة، كشف بولتون عن اعتزامه الضغط على القيادة التركية، مؤكدا «لا نعتقد أن على الأتراك القيام بأى تحرك عسكري، بدون التنسيق مع الولاياتالمتحدة وتحصيل موافقتها».وأوضح أن الهدف من ذلك، «عدم تعريض قواتنا لأى خطر، وكذلك الالتزام باشتراطات الرئيس حول حماية قوات المعارضة السورية والتى حاربت مع أمريكا. وأضاف بولتون أن واشنطن طالبت الميليشيات الكردية بالتخلى عن طلب الحماية من جانب روسيا أو حكومة سوريا. وكشف عن أن الجنرال جوزيف دانفورد قائد القوات الأمريكية المشتركة سيواصل المفاوضات مع القيادات العسكرية على الجانب التركي. وأكد مستشار الأمن القومى أن القوات الأمريكية ستواصل انتشارها بمنطقة «التنف» الواقعة جنوبسوريا لمجابهة النفوذ الإيرانى المتنامى بالمنطقة. وتأتى تصريحات بولتون لتتعارض بشكل ما مع محتوى إعلان ترامب انسحاب حوالى ألفى جندى أمريكى من سوريا منتصف ديسمبر الماضي، وكان ترامب قد أكد أن الانسحاب الأمريكى يأتى عقب نجاح التحالف الدولى فى القضاء على تنظيم «داعش»، وهو ما اعتبره السبب الوحيد لاستمرار القوات الأمريكية على أراضى سوريا خلال عهد رئاسته.