أكثر من ثلاثين عاما لم تهتم فيها الحكومات المصرية المتوالية بالتنسيق الحضاري فظهرت العشوائيات القبيحة واختفي العنصر الجمالي والزخرفي من علي المباني التي صارت مجرد كتل خرسانية وطوب أحمر تظهر عليه علامات النشع والرشح والشقوق, كما لم يهتم المسئولون بصيانة المباني الأثرية أو التراثية, وامتدت العدوي للأهالي وأصحاب المتاجر حتي في أرقي الأحياء وأفخم المباني, بينما كانت الأجيال السابقة تهتم كثيرا بتجميل مبانيها, فهي لا تعتبرها مجرد مساكن أو أماكن عمل أو حتي عيادات أو مكاتب محاماة وغيرها بل كانت تنظر إليها كتراث معماري يجب احترامه حتي نشعر بالقيم الجمالية العمرانية التي نشأت عليها مصر.. الحقيقة ان جهاز التنسيق الحضاري يقوم بدور ملحوظ لكن للأسف لا يوجد له سلطات كافية أو تمويل يتيح له القيام بعمله, وإن كان في فترات له صلاحيات جعلته يقف إقامة مبني من06 طابقا بجوار القلعة كان مقررا إقامته كفندق, كذلك كان له دور في إعادة إحياء المباني التاريخية بوسط البلد( خاصة شارع قصر النيل وميدان طلعت حرب) ومصر الجديدة, وكان معظم العقارات بها مهددا بالهدم لتقام مكانه أبراج وناطحات سحاب ومبان زجاجية لكن الجهاز بإمكانياته المحدودة نجح في الوقوف في وجه الكارثة المتوقعة.. وهنا يجب أن نعيد لجهاز التنسيق الحضاري الدور اللائق به بمنحه صلاحيات كافية لمنع هذا القبح المعماري, وأن تكون له أحقية في مراجعة شروط الترخيص بالبناء والهدم لتكون المباني الجديدة ذات أبعاد جمالية, ولا نهدم المباني التراثية طمعا في مال أو ثروة. ويجب كذك تفعيل التعاون من الجهاز وبين الوزارات والمحافظات والمحليات لرصد المخالفات وملاحقة المخالفين, ويجب تعزيز التعاون بين الجهاز وشباب المبدعين والمعماريين لتظهر العاصمة والمدن الأخري في أبهي صورة مع الاستفادة من الجرافيتي المعبر عن الثورة في تجميل جدران وأسوار المدن وليس تشويهها.