شهد العديد من دول العالم أمس الأول مظاهرات واسعة للمتأثرين بحركة السترات الصفراء التى تشهدها فرنسا منذ 5 أسابيع، حيث ظهرت فى هولندا والنمسا وإيطاليا وكندا حتى العراق، وذلك فى الوقت الذى حذرت فيه تركيا من نزول متظاهرين يرتدون هذه السترات. ففى أنقرة، وجه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان تحذيرا شديد اللهجة من استنساخ تجربة مظاهرات «السترات الصفراء» الفرنسية فى تركيا، مهددا من يحاول ذلك بدفع الثمن غاليا، وذلك فى أعقاب احتجاج تزعمه رئيس حزب الشعب الجمهورى المعارض، كمال كليجدار أوغلو تزامنا مع مظاهرات باريس. وقال أردوغان، فى أثناء حفل تدشين بمحافظة دينيزلى: «التحضير جار لتنظيم المظاهرات، لكن من يرتبون لهذا لأمر لن يجنوا شيئا وسيدفعون الثمن غاليا»، على حد تعبيره. وأضاف الرئيس التركي: «إنهم يدعون الناس حتى ينزلوا إلى الشارع. يا للعار. أحدهم، وهو رجل وقح وسفيه، يفعل ذلك عن طريق شاشات التليفزيون، لكن القضاء سيتحرك وسيرد تبعا لذلك، هل تعتقدون أن هذه باريس؟». وتعرض الصحفى التركى المستقل فاتح برتاكال، لهجوم واسع، بعدما انتقد الحكومة وتحدث عن الحق فى الاحتجاج، قائلا: «بات أمرا صعبا فى تركيا»، بالنظر إلى خشية الناس من قمع السلطة. وجاء تحذير أردوغان بعد أيام قليلة من وعيد مماثل وجهه زعيم الحركة القومية دولت بهتشلي، حليف الرئيس التركى. وفى روما، تظاهر الآلاف احتجاجا على القيود الجديدة التى فرضتها الحكومة الشعبوية الإيطالية للحد من استقبال المهاجرين تحت شعار «انهض من أجل حقوقك»، وارتدى بعض المشاركين فيها سترات صفراء على غرار المحتجين الفرنسيين. وقال ائتلاف يضم قانونيين وجمعيات تدافع عن حقوق الإنسان فى بيان: «بدأت الأمور فى العامين الأخيرين بتجريم من أنقذوا آلاف الأرواح فى البحر»، فى إشارة إلى المنظمات الإنسانية وسفنها قبالة السواحل الليبية، «وصولا إلى إغلاق الموانى أمام السفن التى تضيق بالناجين».وأضاف: «اليوم، مع مرسوم سالفيني، تم إلغاء الحماية الإنسانية وأجبر ذلك عددا غير محدد من الأشخاص على اللجوء إلى الهجرة غير الشرعية». وعمل وزير الداخلية الإيطالى وزعيم حزب الرابطة اليمينى المتطرف ماتيو سالفينى على إقرار مرسوم نص خصوصا على إلغاء تراخيص الإقامة الإنسانية التى كانت تمنح لمن يعانون وضعا هشا وللعائلات والنساء مع أطفالهن ولمن تعرضوا لصدمات نفسية قبل وصولهم إلى إيطاليا. فى غضون ذلك، شهد العديد من المدن الكندية مظاهرات لأصحاب «السترات الصفراء»، احتجاجا على توقيع بلادهم على الميثاق العالمى للهجرة، الذى تمت المصادقة عليه الإثنين الماضى فى مراكش المغربية. وقال منظم المظاهرة جيمس هوكسين، فى الكلمة التى ألقاها :«الحكومة تصغى للصراخ العالى للأقلية، وعلى رئيس الوزراء التحدث باسم الأغلبية». كما شهدت مدينة إدمونتون عاصمة مقاطعة ألبيرتا، مظاهرة لأصحاب السترات الصفراء من أعضاء «تحالف المواطنين الوطنيين»، وقالوا فى بيان: «ندعو جميع الوطنيين والقوميين والكنديين فى إدمونتون إلى التوحد ضد الأممالمتحدة والنظام العالمى الدولي». ولوحظ خلف السترات الصفراء للمحتجين عبارة «ترودو خائن»، فى إشارة منهم إلى رئيس الوزراء الكندى جاستنى ترودو. وفى محافظة البصرةالعراقية، تظاهر العشرات قرب منزل رئيس مجلس المحافظة، وأضرموا النار فى إطارات سيارات، بسبب سوء الخدمات الأساسية من الماء والكهرباء، فضلا عن الفساد المستشرى. وذكرت قناة «السومرية نيوز» العراقية أن القوات الأمنية فرضت إجراءات مشددة، واستخدمت الغاز المسيل للدموع لإبعاد المحتجين.