ستة عشر عاما قضتها البريطانية سارة دايفسون تعمل فى مجال الاستشارات النفسية والزوجية وتقدم للآخرين نصائح كيف يحسنون زواجهم وكيف يتجاوزون محنة الطلاق بسلام. كانت زوجة سعيدة طيلة ثمانية أعوام، وهى تعتقد أن لديها زواجا جيدا مع رجل تحبه وأطفال تعشقهم. وتقول سارة: كنت محاطة بالمطلقات من كل جانب لكنى كنت أعتقد أنى بعيدة عنهن ولست منهن، أتعاطف معهن ولا أفكر أنى قد أصبح واحدة منهن عما قريب، حتى جاء اليوم الذى أخبرنى فيه زوجى بأنه لم يعد يريد الاستمرار. تقول: انهار العالم الذى كنت أظنه، طلبت منه فرصة للمحاولة، وافق، وكنت طيلة ستة أشهر طاهية ممتازة وربة منزل جيدة وزوجة تهتم بنفسها وتستمع لزوجها لكن كل المحاولات باءت بالفشل، أدركت أنه لم يعد يحبنى. ووقع الطلاق المشئوم الذى دمر حياتى تماما. نظرت حولى وقلت لنفسي: ماذا سأفعل بكل هذا الهراء فى حياتي؟ فكان كتابها «كيف تتجاوزين تجربة الانفصال والطلاق» والذى وضعت فيه خلاصة تجربتها كمستشارة زواج ومطلقة مرت بمحنة طلاق أليمة فى المحاكم ومع المحامين والمحاسبين ومع أولادها وكيف تجاوزت الأزمة واستعادت زمام حياتها مرة أخرى. تقول سارة فى كتابها إن المرحلة الأولى هى مرحلة انهيار العالم والاعتراف بأننى لم أعرف هذا الرجل ولم أدرك كم تغير رغم أننى أعيش معه فى منزل واحد.. كيف أصبح الرجل الذى أحببته رجلا غريبا عنى ومتى تغير؟ فى هذه المرحلة تمر كل امرأة بمشاعر صعبة وتساؤلات مهلكة، ماذا فعلت وما الخطأ الذى ارتكبته وماذا سأفعل وحدى فى هذا العالم؟ هنا يجب عليك الانتباه الى أن هذه الأسئلة ستقودك فى الطريق الخطأ الذى تضيعين فيه وتفقدين روحك، ولذلك عليك طرح الأسئلة الصحيحة وبدلا من العيش فى دوامة ما الخطأ الذى فعلته أسألى نفسك: ماذا سأفعل كى أخرج نفسى من كل هذا؟ ماذا سأفعل لأساعد نفسى؟ وحتى لو كان ما ستفعلينه شيئا صغيرا مثل تناول القهوة مع صديقة قديمة، او شيئا مهما مثل البحث عن عمل جديد، فهو حتما سيساعدك على الانتقال لمرحلة جديدة والاعتراف بالأمر الواقع. وتضيف دايفسون فى هذه المرحلة من حياتك ستعرفين من هم أصدقاؤك؟ من منهم يريد أن يساعدك ويدعمك فعلا ومن منهم سيزيد من آلامك ويزيد من كآبتك، ولذلك عليك الانتباه.. تخلصى من كل هؤلاء، ابحثى عن أشخاص يدعمونك ويساعدونك على التجاوز وتعويض خسارتك بفعل حقيقى وليس مجرد البكاء ونقل مشاعرهم السلبية إليك. فى هذا المرحلة لن يفيدك صديق تبكين معه، ولكن صديقا تضحكين معه. ومن خلال تجربتها تقول سارة إذا كنت تتألمين ولا ترين إلا ما خسرته فابدأى البحث عما ربحته حتى لو كان شيئا بسيطا فلست مضطرة لفعل أشياء كثيرة من أجله حتى لو كان نوعا من الطعام حرمت نفسك منه لأنه لا يحبه، ولو كانت بعض كلماته او تعليقاته أو أفعاله تؤذيك فكرى أنك الآن لست مضطرة إلى الاستماع لها او التعامل معها أ و احتمالها.. كلها مكاسب ستجعلك تشعرين بوضع أفضل. حاولى أن تكوني نفسك وافعلى ما يسعدك أنت، وغيرى من شكلك واشترى ملابس جديدة وغيرى ديكور بيتك، فهذه كلها علامات ستعطيك حافزا لتغيير حياتك. فى هذه المرحلة أيضا حاولى الابتعاد عن الأماكن التى يتردد عليها وأن حدث وقابلته بالمصادفة فلابد أن يراك فى أحسن حال ترتدين ملابس جذابة.. صدقينى إن حدث هذا فستشعرين براحة كبيرة.. تخلصى من سموم حياتك السابقة كما تقول دايفسون وحتى وإن كان لديك منه أطفال، فلست مضطرة لرؤيته بخصوص الأولاد يمكنك إرساء قواعد واضحة ويمكن أن ترسلى الأولاد لرؤية أبيهم دون أن تكونى مضطرة لرؤيته هو شخصيا، فقط احتفظى بمشاعرك لأولادك ولا تشركى أولادك فيها وحتى اسمه على هاتفك قومى بتغييره ولا تفكرى فى أن يكون اسما سيئا بل من الممكن اختصار اسمه بالحرف الأول فقط. اكتبى قائمة بالأشياء التى يمكنك القيام بها الآن، ولم تكونى قادرة عليها أثناء زواجك منه، الأماكن التى تودين زيارتها، الملابس التى تودين شراءها وحتى الأصدقاء الذين ستخرجين معهم او وظيفة تتمنين العمل بها، وحولى تركيزك عليه الى نفسك هنا ستشعرين بأنك سعيدة وأفضل. ستشعرين بالهلع والخوف من الرجال الذين يحاولون الاقتراب منك، لكن فكرى أنك أصبحت الآن أقوى وأكثر نضجا ولست مضطرة للاختيار منهم، بالعكس أنت ستنتظرين الأفضل وستختارين بعناية وأنت لست فى سباق مع الزمن، بالعكس أنت بحاجة للراحة والتفكير بروية.. مجرد التفكير بهذه الطريقة سيبعدهم عنك. إصنعى حدودك دون خوف وبثقة لأنك تعرفين الآن ماذا تريدين او على الأقل ما لا تريدين..