يسكن عم مهدى الرجل السبعينى وحيدا سطوح منزل بولاقى .. بابه مفتوح على الدوام .. تشاركه وحدته »قطة« يحزن حينما نقول عنها «ضالة» .. تغيب كثيرا وترجع حين ولادتها .. بينما يتحمل هو فى صبر معهود رعاية صغارها .. يدرك ان »التنمر« من صفات القطط وانها لن تدين له بفضل ولن يلقى من صغارها جزاء او شكورا .. او ليست القطط - كما يقال - تاكل وتنكر؟! .. اسفل منزله عشرات الكلاب تجوب »بوابة العدوية« حرة مسيطرة ومنطلقة فى فراغ بعد صمت ضجيج »باتنين ونص ..وتعالى بص« . القطط والكلاب المصرية - شركاء رحلة الجوع والفقر- نشطاء جدد تهتم بهم »البى بى سي« فى تقاريرها وتراهم منظمات ألمانية معرضين للاختفاء القسرى بفعل اتهامات وجهت لوزارة الزراعة لسماحها بتصدير الكلاب والقطط الى بلاد تذبحها وتأكلها، وهو ما اثار ضجة وحالة جدل اعلامية محلية وعالمية مستمرة حتى اللحظة وردود افعال وبيانات من جمعيات مناصرى حقوق الحيوان ورفعت طلبات احاطة للبرلمان واستدعاءات للوزير. وغرد محمد صلاح مرفقا صورته مع قطتة »الاجنبية« »لن يتم تصدير القطط والكلاب لأى مكان . هذا لن يحدث ولا يمكن أن يحدث #لا_لانتهاك_حقوق_الحيوانات«. كما تعاطف اثرياء رغم انهم يرون كلابنا وقططنا »ضالة« فيكلفونا ما يقرب من مليار جنية »دراى فوود« لقططهم وكلابهم الاجنبية حسب احصائيات وزارة التجارة .. ورغم نفى د.احمد عبدالكريم رئيس الادارة المركزية للخدمات البيطرية لحالات التصدير بهدف الاكل او الذبح الا ان احدا لم يصدقه .. »ولسه الحملة شغااالة«. كان من المتوقع ان يريح هذا القرار عم »مهدي« فهو المتضرر الأول فالقطط تأخذ غصبا عنه مأكلها ومشربها وتشاركه بيته المتواضع الذى لا وصف له سوى ما يقوله هو »مفيش حاجة عندى تستاهل مغامرة لص لسرقتها« .. ولكن حينما قلت لعم مهدى أن 15 مليون كلب ضال تنتشر فى العاصمة والمحافظات حسب احصائيات ودراسات الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء، وأنها تسبب أكثر من 4 الاف حالة عقر سنويا، فضلا عن القطط التى تحتل بيتك، فإن الأمر أصبح قضية منظورة تستوجب حكما بحل عادل او ظالم.. المهم الان هو الحل ... رد السؤال بسؤال ذى وجاهة: قضيتكم الكلاب التى تسمونها ضالة ..هل سألها أحد لماذا ضلت ..؟ هل استمع فرد او جمعية او حكومة او نيابة او وزارة الى وجهة نظر كلب؟ لماذا نتهمها دون ان نكلف أنفسنا واجب الاستماع اليها؟ ألم يلزم الدستور بحق رعاية الحيوان ؟.. لم يعطنا عم مهدى اجابة لطريقة الاستماع الى وجهة نظر الكلاب ولكن فيلما قصيرا أعده المعهد العالى للسينما عام 2011 للمخرج ادهم الشريف حمل عنوان »احد سكان المدينة« بطله »كلب« يحكى قصته وروايته فى مجتمع الكلاب وكيف استطاع البطل الكلب »زنجار« أن يحتل ميدانا ويكون جماعة ويعيش مسيطرا. ومن قبل نشر يحيى حقى قصة »عنتر وجولييت« عام 1955 وهى قصة حب بين الكلب »عنتر« من بولاق والكلبة »جولييت« من الزمالك تنتهى بالقبض عليهما من شرطة الحى ثم خروج جولييت بكفالة من راعيتها الغنية وبقاء عنتر فى السجن .. الفيلم والقصة يشيان بان هناك لغة حوار للكلاب والقطط لابد ان نلتقطها . يحكى شاب مجنون بتربية القطط ان موقعا الكترونيا »ماو كات برايس« يعرض اسعار القطط المصرية الصغار للبيع بأسعار مدهشة تصل الى »2000 جنيه تقريبا« . القطة المصرية لها شخصيتها »باعتراف عالمي« والكلاب البلدى ايضا لها لغتها.. اذن الحل هو ان نستمع الى وجهة نظر المعنيين بالأمر وهى »الكلاب والقطط« ...وحتى يحين ذلك فإن عم مهدى ترك كل هذا الجدل وحسم أمره بأن افرغ موطنا دائما فى بيته لمن تشاء من القطط .. حتى لا تصير هى والكلاب (ضالة) !