لك أن تستعرض إدارات جميع مهرجانات السينما فى مصر ومن بينها القاهرة السينمائي، ستجد أن لجان التحكيم وبرمجة الافلام والمراكز الصحفية فضلا عن الحضور.. صحفيون..!!. هذه مسألة لا وجود لها إلا هنا، وبناء عليه لا تتوقع نتيجة من ندوة فنية حتى ولو فى إطار فعاليات مهرجان دولى كما القاهرة. فى واحد من نماذج الإدارة الخاطئة لندوات المهرجان غيبت ندوة فيلم «لا أحد هناك» الأسئلة الواجبة لموضوع استحق المواجهة مع مخرج صادم صفع الجميع «فيلما وتعليقا» دون ان تتاح فرصة ان ينبس احد ب «بنت شفة».. كان بالإمكان ان تكون الندوة ملتهبة لولا أن فكر ومسئولية إدارة الندوات غابت عن المهرجان عموما، لقد أتاحت الندوة للمخرج أن يخرج سالما هو وأبطاله من القاعة، وكأن شيئا لم يكن، فعلى المستوى التقنى تجاوز الفيلم السرد العادى الى حكايات متفرقة عليك ان تجمعها وتلمها وحدك كمشاهد، أطلق ما فى قلبه لا عقله ، وأراد ان تكون المواجهة قلبية، ولم تسمح الندوة بسؤاله لماذا فعلت ما فعلت فى قضية من اخطر القضايا وهى الإجهاض؟. الفيلم والندوة حققا للمخرج أحمد مجدى ما خطط له وما أراده دون أن تمس شعرة من رأْسه رفضت ملحوظات والدى، وقررت قتله «يقصد التحرر من الأب المخرج»، لا أعتقد ان معلمى سوف يكون راضيا بشكل كامل عن الفيلم «يقصد معلمه فى الهند الذى يدرس تحت يديه فنون اليوجا»، وعن الإجهاض المبرر فى فيلمه يرد: «لا أملك لكم شيئا، قدمت هذا الفيلم باحساسى لإراحة مشاعر مخرج قلقة نحو الفكرة والمستقبل». إجابات مريحة وعلى هواه لأن هناك من فرط فى استيقافه وسؤاله السؤال الصحيح والمفروض ومن له الأولوية.. لا احد وقف لهذا الشاب الجرىء الذى اخترق الحجب غير مهتم ولا عابئ بأى احتراق .. مفجرا أصول وقواعد السرد التقليدية لفن السينما.