كانت فعاليات مؤتمر التنوع البيولوجى المنعقد فى شرم الشيخ فرصة لنشر وترويج أفكار جديدة لم يألفها معظم الناس المنغمسين فى شئون الحياة اليومية ومتاعبها، ساعد على ذلك ما أولته الدولة من اهتمام كبير لهذا الحدث الدولى وحرص القيادة السياسية على الافتتاح الرسمى للمؤتمر فسمع الناس بتعريفات التنمية المستدامة وأهميتها، وحتمية الالتزام بنهج الاستدامة الذى يعنى الحفاظ على الموارد الطبيعية لتبقى لأجيال وعدم استنزافها فى وقت وجيز، كما سمع الناس مصطلح النوع البيولوجى وعلاقته بتغير المناخ وزيادة الاستهلاك والتجارة غير المشروعة وسيطرة رأس المال على السوق الدولية ورسم اتجاهاتها، كما كشفت اجتماعات الشق الوزارى أو المستوى الرفيع التى سبقت الافتتاح الرسمى عن تأثير المال فى التجارة العالمية ومنها ان ثمانية أفراد فقط فى هذا الكوكب تبلغ ثرواتهم ما يوازى ثروات سبعة مليارات نسمة ، ويرسمون ملامح الأنشطة السكانية والسياسات المتعلقة بها، ويتحكمون فى التنوع البيولوجى من المحاصيل والأنواع النباتية والحيوانية. كما كشفت الحوارات عن تأثير الخلافات السياسية والانتماءات على البيئة والتنمية، ومنها السجال الذى حدث بين وفدى فلسطين وإسرائيل، اذ اتهم الفلسطينيون الحكومة الإسرائيلية بتسميم البيئة الفلسطينية عمدا والقضاء على الأشجار وتجفيف الأنهار وتلويث المياه الجوفية، وانتظرنا أن يقوم الوفد الإسرائيلى بالرد إلا أنه واجه الأمر ببرود شديد. إيجابيات كبيرة حفل بها المؤتمر، ومعلومات غزيرة علمية وسياسية واجتماعية وثقافية كانت موجودة، ولكن للأسف لم تصل كاملة لأن الإعلام فقد اهتمامه فور مغادرة الرئيس قاعة الاحتفال، وكان يجب على الإعلام مواصلة دوره فى تنوير الناس بقضايا المؤتمر طوال فترة انعقاده وحتى انتهائه. لمزيد من مقالات فوزى عبد الحليم