لن تتخلص بعد اليوم من اطارات سيارتك التالفة, بتركها علي رصيف المحل الذي اشتريت منه الاطارات الجديدة, أو برميها في العراء, وكذلك لن تتخلص من الاكياس البلاستيكية المستعملة بوضعها بصندوق القمامة, ولا المنتجات البلاستيكية المنزلية التالفة, وانما ستحملها الي محطات خاصة لتموين وقود السيارات, وتستبدلها بجالونات من البنزين أو السولار كيفما تشاء, وسيصبح هناك في الريف والقري ومناطق استصلاح الأراضي الجديدة وحدات متفرقة توضع بها تلك الاطارات التالفة أو النفايات البلاستيكية, أو بقايا خراطيم الري التالفة والأفلام البلاستيكية الخاصة بالصوبات الزراعية وستحولها في دقائق الي سولار يستعمل فورا في تشغيل ماكينات الري وتوليد الكهرباء للمنازل والمزارع, ليس هذا ضربا من ضروب الخيال العلمي, ولكنها حقيقة علمية مؤكدة ومنفذة في كثير من دول العالم المتحضر, علي رأسها اليابان والصين, فليس هناك ما يسمي بالنفايات البلاستيكية أو المطاطية, بل هناك البقايا البلاستيكية والمطاطية, حيث ان تلك المواد صنعت أصلا من البترول بفعل الصناعات البتروكيميائية, وبالتالي أمكن استرجاعها مرة أخري الي مشتقات البترول من جازولين وغيره من خلال عمليات تكسيرها بالحرارة. هناك كثير من الدول المتقدمة تشتري المواد البلاستيكية المستعملة من الدول المتخلفة وتعيد تصنيعها أو تحويلها الي منتجات بترولية أخري ثم بيعها من جديد, ولكي ننهض بمصرنا الحبيبة ونقف بها في مصاف الدول المتقدمة, ونستفيد من بقايانا البلاستيكية والمطاطية, يجب علينا فورا القيام بانشاء مصانع متفرقة لتحويل تلك المواد الي منتجات بترولية, وخاصة ان لدي علمائنا الكبار وفي مراكز ومعاهد بحوثنا الخبرة الكافية في هذا المجال, وتكلفة انشاء هذه المصانع بسيطة ومتوافرة في كثير من دول العالم, ويتحتم علينا البدء فورا فيها لتعويض النقص العالمي في البترول الحفري, ولكي نحتفظ بمصر نظيفة وخالية من الملوثات الناتجة من حرق تلك البقايا البلاستيكية والمطاطية, وهذا هو الكنز الجديد الذي يمكن أن تستفيد منه مصر. د. مجدي مطاوع أستاذ كيمياء البلمرات بمعهد بحوث البترول