وسط ترقب عالمي للمحاولات الإيرانية للحشد ضد الغرب, بدأت أمس أعمال مؤتمر وزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز في طهران والتي تستغرق يومين. واستهلت الدول المشاركة الجلسة الافتتاحية بتسليم نائب وزير الخارجية المصري رمزي عز الدين الرئاسة الدورية للحركة لوزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي خلال مراسم افتتاح المؤتمر. ومن المقرر إن يبحث وزراء الخارجية خلال اجتماعاتهم مشروع بيان ختامي للقمة تم إعداده خلال اليومين الماضين, ويشمل قضايا مثل محاربة الامبرياليه والعنصرية وتجنب احتلال دول حركة عدم الانحياز والعدوان العسكري عليها. كما يؤكد علي الحاجة لعالم خال من أسلحة الدمار الشامل والاعتراف بحقوق جميع دول العالم في امتلاك برامج نووية سلمية. وسيتم تقديم الوثائق ذات الصلة لقمة عدم الانحياز التي ستبدأ أعمالها غد ليضع رؤساء الدول الصيغة النهائية لها. وفيما يتعلق بتراجع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قرار مقاطعة القمة, أكدت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن هذا القرار يأتي كنتيجة عكسية للضغوط التي مارسها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو عليه للعدول عن المشاركة في القمة. وأوضحت الصحيفة إن حملة مكتب رئيس الوزراء لم تؤد الي شيء سوي إصرار بان كي مون علي التوجه إلي طهران للمشاركة في قمة حركة عدم الانحياز وطرح مبادرة سلام حول القضية النووية الايرانية. أما داني ياعلون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي فقد أكد أن قرار الأمين العام للمنظمة الدولية بالمشاركة في القمة فتح الباب أمام عدد من قادة العالم للتوجه إلي طهران بعد أن كانوا يعتزمون مقاطعتها. وعلي الرغم من عدم تحديده لهؤلاء القادة, إلا أنه شدد علي أن الحكومة الإسرائيلية تكن كل الإحترام لبان كي مون وعلي أتم الاستعداد للتعاون معه في القضايا ذات الاهتمام المشترك. ولكنه استدرك قائلا أن بلاده تعتبر أن الأمين العام يرتكب خطأ فادحا, لأنه يكرم بهذه المشاركة نظاما معاديا للسامية بل وانتهك أيضا ست من قرارات مجلس الأمن الدولي وهدد بتدمير إحدي الدول الأعضاء في المجلس- في إشارة إلي إسرائيل. وعلي صعيد القضايا الإقليمية الساخنة, دعا وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز إلي التركيز علي استعادة السلام والهدوء إلي سوريا. وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية( إرنا) أن دعوة صالحي جاءت أثناء لقائه بنظيره اللبناني عدنان منصور, حيث أكد أن الدول المشاركة في اجتماع الحركة شددت علي وقف العنف ورفض التدخلات الخارجية, كما أكدت علي الحاجة لتقديم مساعدات انسانية إلي سوريا وإبراز أهمية حل المشكلة عبر الحوار. وفي الوقت ذاته,أكدت إيران أمس إنها لا تعتزم السماح لدبلوماسيين يزورون طهران هذا الأسبوع لحضور قمة حركة عدم الانحياز بزيارة مواقعها النووية وذلك بعكس عرض سابق قدمه نائب وزير خارجيتها قبل ساعات. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عنرامين مهمان باراست المتحدث باسم وزارة الخارجية تأكيده ليست لدينا خطط محددة لزيارة الضيوف الأجانب المشاركين في قمة حركة عدم الانحياز للمواقع النووية الإيرانية. وكان محمد مهدي أخوند زادة نائب وزير الخارجية ألمح أمس إلي أن إيران قد تسمح لدبلوماسيين من أعضاء حركة عدم الانحياز بالقيام بجولة في موقع بارشين العسكري الذي تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إن إيران ربما تستخدمه في إجراء تجارب متفجرات لها علاقة بالطاقة النووية. وجاء هذا العرض متزامنا مع تأكيد علي أصغر سلطانيه مندوب إيران لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للصحفيين ترحيب بلاده بزيارة أمين عام الأممالمتحدة, وكذلك كافة ضيوف القمة, للمحطات النووية الإيرانية. وذلك تعقيبا علي تقارير إيرانية ذكرت أن أمين عام المنظمة الدولية سيقوم بزيارة لمنشأة ناتانز لتخصيب اليورانيوم بوسط إيران خلال حضور القمة. إلا أن المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتين نسيركي نفي هذه التقارير, وأكد عدم وجود نية لدي بان كي مون للقيام بأي زيارة من هذا النوع. وأضاف: إذا كانت إيران تستعد لإتاحة زيارة المواقع للآخرين, بما في ذلك بالطبع الوكالة الدولية للطاقة الذرية, فإن هذا أمر يستحق الترحيب. وعلي صعيد آخر, اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قرار الرئيس محمد مرسي بزيارة طهران للمشاركة في القمة انعكاسا للتغيير الواضح في السياسة الخارجية المصرية بعد عقود من الخنوع لأمريكا علي حد وصف الصحيفة, حيث تعد هذه هي الزيارة الأولي لرئيس مصري لإيران منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي. كما ركزت الصحيفة علي تصريحات ياسر علي المتحدث باسم الرئاسة المصرية والتي أكد خلالها حرص مصر علي توطيد علاقاتها بكل دول العالم والقيام بدورها الذي تستحقه كدولة بارزة في المنطقة.