دخلت إيران أمس نفقا مظلما جديدا بعد إعلان الولاياتالمتحدة تفاصيل الحزمة الثانية من العقوبات على قطاعى البترول والبنوك الإيرانيين التى دخلت حيز التنفيذ رسميا، فى الوقت الذى أكدت فيه طهران أنها ستتحدى العقوبات وستخرقها، بينما تباينت ردود الفعل الدولية على الخطوة الأمريكية ما بين أسف أوروبى وترحيب إسرائيلي. فمن جانبه، كشف مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، فى مقابلة مع قناة فوكس نيوز التليفزيونية، أن قائمة العقوبات الجديدة ستضم أكثر من 600 شخص وشركة فى إيران وتستهدف التأثير على سلوك النظام الإيراني. وأضاف بومبيو أن هذه العقوبات «هى الأقوى التى تفرض حتى الآن» على إيران، مشيرا إلى أن الحزمة الأولى من العقوبات التى تم تطبيقها فى أغسطس الماضي، كان لها بالفعل تأثير كبير على الاقتصاد الإيراني، حيث بدأ الشركاء الأوروبيون فى سحب أعمالهم من البلاد مقدما. وقال «لقد غادرت مئات الشركات إيران». وأوضح :لقد خفضنا بالفعل تصدير البترول الخام من إيران بأكثر من مليون برميل يوميا، هذا الرقم سينخفض أكثر، وقد يستغرق الأمر وقتا أطول للوصول إلى الصفر. والحزمة الجديدة تعنى منع كل الدول أو الكيانات أو الشركات الأجنبية من دخول الأسواق الأمريكية فى حال قررت المضى قدما فى شراء البترول الإيراني. ويمكن أن يؤثر ذلك على أسواق البترول العالمية رغم أن الولاياتالمتحدة منحت إعفاءات مؤقتة لثمانى دول بينها كوريا الجنوبية وتركيا والهند لمواصلة استيراد البترول الإيراني. ومن المقرر أن تعلن الإدارة الأمريكية عن لائحة الإعفاءات خلال ساعات. وتشمل العقوبات الجديدة أيضا قطاعات الطاقة والسفن الإيرانية والمعاملات الأجنبية مع البنك المركزى الإيرانى والمؤسسات المالية الإيرانية المحددة فى قانون العقوبات الشامل وخدمات التأمين. وفى طهران، أكد الرئيس الإيرانى حسن روحانى أن طهران ستبيع البترول وستخرق العقوبات التى أعادت الولاياتالمتحدة فرضها. وقال فى اجتماع مع مجموعة من الاقتصاديين «أعلن أننا سنلتف بفخر على عقوباتكم غير المشروعة والظالمة لأنها تخالف القوانين الدولية». وتابع: « نحن فى وضع حرب اقتصادية ونواجه قوة متغطرسة، لا أعتقد أنه فى تاريخ أمريكا دخل شخص إلى البيت الأبيض وهو يخالف القانون والاتفاقيات الدولية إلى هذا الحد».ومن جانبه، قال بهرام قاسمى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن العقوبات الجديدة جزء من حرب نفسية تشنها واشنطن على طهران لكنها ستمنى بالفشل. وفى استعراض للقوة، انطلقت أمس مناورات للدفاع الجوى الإيرانى فى مناطق شاسعة من البلاد. وعلى صعيد متصل، أعلن الاتحاد الأوروبى وفرنسا وألمانيا وبريطانيا فى بيان مشترك أنهم يأسفون لقرار الولاياتالمتحدة فرض عقوبات جديدة على إيران وسيسعون لحماية الشركات الأوروبية التى ترتبط بتعاملات تجارية مشروعة مع طهران بما يتفق مع التشريع الأوروبى وقرار مجلس الأمن الدولى رقم2231. وقالوا فى بيان «لا نزال ملتزمين بتطبيق الاتفاق النووى ضمن احترام الاتفاقات الدولية ونتوقع من إيران أن تلعب دورا بناء». ومن جانبها ، أدانت الصين العقوبات الأمريكية «الاحادية» وتعهدت بمواصلة التجارة مع إيران بما يتفق مع القانون الدولي. وفى المقابل، رحب وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان بدخول العقوبات حيز التنفيذ معتبرا إعادة فرضها توجه ضربة «حاسمة» لأنشطة إيران فى المنطقة ، متوجها بالشكر إلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب. ووصف ليبرمان العقوبات بأنها التغيير الذى ينتظره الشرق الأوسط.