صادرات مصر الزراعية تسجل 2.6 مليار دولار خلال 5 أشهر    رئيس الوزراء يؤكد حرص مصر على تعزيز علاقات التعاون مع الدول الأفريقية    فتح تقديم المدارس الرياضية في القاهرة.. ننشر الشروط والمواعيد    بالصور.. نائب رئيس جامعة أسيوط يتفقد لجان امتحانات كلية الآداب    بيان رسمي من الكهرباء بشأن انقطاع التيار عن أكتوبر والشيخ زايد    أمين اتحاد المصارف العربية: مصر تلقت 50 مليار دولار الأشهر الماضية    "الاحتلال ارتكبها عن سبق إصرار وترصد".. حماس تعلّق على مجزرة مدرسة الأونروا    إسبانيا تعتزم الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بالعدل الدولية    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك جنوبي غزة    "تخيلت نفسي على دكة الزمالك".. البدري يكشف لأول مرة ما فعله مع أمير مرتضى ورد صادم    لاستقبال 56 ألف طالب.. تجهيز 154 لجنة لامتحانات الثانوية العامة بالدقهلية    "قيمتها 8 ملايين جنيه".. نهاية أسطورة عصابة الأدوية المغشوشة في الغربية والدقهلية    سهلة بالعين اليوم.. الجمعية الفلكية بجدة تعلن تفاصيل رؤية هلال ذي الحجة    رئيسة الأوبرا تكرم سيدة المسرح العربي سميحة أيوب    ننشر أسماء الفائزين بمسابقة "وقف الفنجري" جامعة القاهرة 2024    أمين الفتوى: لابد من أداء هذه الصلاة مرة واحدة كل شهر    الوفد: رحلة العائلة المقدسة ترسيخ لمفهوم مصر وطن للجميع    المستشار الألماني يؤيد ترحيل المجرمين الخطرين إلى أفغانستان وسوريا    وزيرة الثقافة تشهد الاحتفال باليوم العالمي للبيئة في قصر الأمير طاز    هيئة الأرصاد: درجات الحرارة تتخطى 40 درجة فى الظل بالقاهرة الكبرى    محافظ القاهرة يوجه بشن حملات على الأسواق استعدادا للعيد    اعترافات المتهم بإلقاء مادة ك أو ية على طليقته في منشأة القناطر: رفضت ترجعلي فانتقمت منها    خطوة نحو التأهل لكأس العالم 2026.. موعد مباراة مصر وبوركينا فاسو    محمد عبد الجليل: محمد صلاح يجب أن يكون له معاملة خاصة    مخرج أم الدنيا: الحلقة 2 تشهد حكم الرومان ووصول العائلة المقدسة الي مصر    عاجل.. كولر يحسم مصيره مع الأهلي وموقفه من عرضي بولندا واليونان    حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة.. دار الإفتاء توضح    تكبيرات عيد الاضحي المبارك 2024 كاملة ( فيديو)    «السبكى» يشارك في جلسة حوارية عن الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية(صور)    الكشف على 889 حالة خلال قافلة طبية بقرية الفرجانى بالمنيا (صور)    منها «التوتر باعتدال».. نصائح للتخلص من التوتر قبل امتحانات الثانوية العامة    توزيع درجات منهج الفيزياء للصف الثالث الثانوي 2024.. إليك أسئلة مهمة    نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية يتابع سير العمل بمشروعات مدينة أخميم الجديدة    تنفيذ المستوي الثاني من برنامج المعد النفسي الرياضي بسيناء    البرلمان العربي: مسيرات الأعلام واقتحام المسجد الأقصى اعتداء سافر على الوضع التاريخي لمدينة القدس    بوسترات فردية لأبطال فيلم عصابة الماكس قبل عرضه بموسم عيد الأضحى.. صور    ياسمين رئيس تتعاقد على بطولة مسلسل خارج السباق الرمضاني    رحلة «أهل الكهف» من التأجيل 4 سنوات للعرض في السينمات    مستقبل أوروبا يعتمد على ثلاث نساء.. رئيسة المفوضية أبرزهن    إصابات في قصف مسيرة إسرائيلية دراجة نارية بجنوب لبنان    فوز الجامعة البريطانية في مصر بجائزة أفضل مشروع بحثي مشترك (تفاصيل)    لو هتضحى.. اعرف آخر يوم تحلق فيه إمتى والحكم الشرعى    تخصيص 14 مجزرا لذبح الأضاحي بالمجان طوال أبام العيد بالفيوم (بالأسماء)    محافظ الفيوم يتابع إجراءات تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء    هشام عبد الرسول: أتمنى تواجد منتخب مصر في مونديال 2026    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المحافظ جاى 000!!؟    قبل التغيير الوزاري، سويلم يقدم كشف حساب لوزارة الري على هامش المؤتمر الدولي للمناخ والبيئة    أكرم القصاص: طلبات المصريين من الحكومة بسيطة والفترة الماضية شهدت انخفاضا فى الأسعار    أحمد الدبيكي: إتفاقية دولية مرتقبة لحماية العاملين في التخصصات الخطرة    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    اعرف المدة المناسبة لتشغيل الثلاجة بعد تنظيفها.. «عشان المحرك ميتحرقش»    سعر اليورو اليوم الخميس 6-6-2024 فى البنوك المصرية    وزير الخارجية القبرصي: هناك تنسيق كبير بين مصر وقبرص بشأن الأزمة في غزة    نجم الإسماعيلي: تلقيت عروضًا من الأهلي والزمالك.. وهذا قراري    ملف رياضة مصراوي.. تصريحات صلاح.. مؤتمر حسام حسن.. تشكيل منتخب مصر المتوقع    مصادر: خطة لرفع أسعار الأدوية بنسبة 30%    البابا تواضروس يروى كواليس اجتماعه في وزارة الدفاع يوم 3 يوليو    حظك اليوم برج الأسد الخميس 6-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شائعات.. شائعات.. شائعات
نشر في الأهرام اليومي يوم 06 - 11 - 2018

منذ عدة سنوات وحتى قبيل ثورتى يناير ويونيو كنت متوجهة إلى منزلى فى تاكسي. أثار السائق فضولى عندما قال: فيه حاجة غريبة بتحصل، ده خامس واحد أشوفه يشترى كراتين مياه. وعند وصولى إلى المنزل، كانت شائعة أن المياه فى مصر قد لوُثت وأصبحت غير صالحه للشرب، قد وصلت لذروتها وكان لابد من ظهور وزير ما على التليفزيون لإنكار القصه وتهدئة الأعصاب. هناك احتمال أن تكون الشائعة افتُعلت من قبل شركة تعبئة مياه مثلا، فبالتأكيد ربحت شركات تعبئة المياه كثيرا فى هذا اليوم.. وهذا أسلوب متبع من بعض الشركات الدولية التى قد تلجأ الشائعات حتى ترتفع أسهمها أو تنخفض أسهم الشركات المنافسة أو حتى تحث المنافسين لتطوير منتجات أو التخلى عن بعض المنتجات. ولكن هناك من صدّق الشائعة واقتنع بشراء زجاجات مياه فورا وإلا فالعطش قادم لا محالة.
تلفيق وبالتبعية تصديق الشائعات شيء متواجد فى كل العالم وبالذات فى الظروف العصيبة. فبعد إعصار كاترينا فى نيو أورلينز بالولايات المتحده سنة 2005 لم تكن المياه الشيء الوحيد الذى غمر المدينة بل هاجم سمك القرش منافذ المياه حول المدينة وزرع الإرهابيون قنابل عند حدودها وامتلأ الاستاد بجثث الأطفال. شائعات فى شائعات فى شائعات.
فى مصر، وبعد تنحى الرئيس مبارك عن الحكم، قالت الشائعات إنه زهد الحياة وفارقها، ثم قررت أنه رفض الدواء ثم دخل فى غيبوبة حتى تُوفي. كل هذا فى ظرف أيام معدودة فقط. كذلك قالت الشائعات إن السيدة سوزان مبارك هربت إلى لندن ومعها 90 حقيبة مليئة بالأموال وقالت الشائعة المتداولة فى ذاك الوقت إنها باعت تحفًا وكنوزًا مصرية. أما الأموال التى سُرقت فكانت تنمو وتزداد بمعدل فلكى حتى أصبحت رقمًا غير مفهوم بالنسبة لمعظم المصريين، وكان يتساءل بعضهم آنذاك: يعنى إيه 70 مليارا بالضبط؟. أخذت الحروب ضد مصر أشكالا متعددة. بدأت بالهجوم على وحدات القوات المسلحة والكنائس بعدها انفجرت القنابل أمام مبانى الحكومة والشرطة وفى بعض الأماكن العامه ثم جاءت انفجارات أبراج الكهرباء ثم الحرائق التى أصابت منازل ومصانع فى وسط القاهرة وخارجها. الآن هناك أسلوب جديد لغرس الخوف فى نفوس المصريين بشائعات نقص المواد والمأكولات، أو اختلاق الكوارث ونشر الأكاذيب. الشائعات هى أسلوب آخر من الحرب وهى وسيلة فعّاله للتدمير.
اليوم فى مصر قصص خزعبلية تارة وأكاذيب تارة أخرى تنهمر علينا لتصيبنا فى الصميم، وتضاعفت آثارها بسبب سهولة وسرعة وصول المعلومة عبر المواقع الاجتماعية والتليفونات الذكية، وسهولة تعديل الصور أو تلفيقها وطبعا سهولة إقناع الإنسان الطيب. سمعنا عن الأرز البلاستيك والبيض البلاستيك والعجيب أننا شهدنا المنتج البلاستيكى بالصوت والصورة. وسمعنا عن ضريبة استعمال الآيفون. وسمعنا عن إعداد الحكومة قاعدة بيانات متكاملة للمصريين فى الخارج لمعرفة رواتبهم تمهيدا لفرض الضرائب *عليهم. وسمعنا عن قانون بناء الكنائس الذى منع وضع الصلبان فوق الكنائس. وسمعنا عن موت الفنان فلان وزواج الفنان علان. شائعات فى شائعات فى شائعات. هناك احتمال أن الشائعة تبدأ بزلة لسان أو سوء فهم أو حتى نكتة فى غير محلها، ولكن فى معظم الأحيان يكون الهدف هو إحداث بلبلة وفوضى وضرب الاستقرار. وأسوأ الشائعات هى التى تأمل فى كسر المعنويات وزعزعة الثقة وبث الرعب وهى إذ تستغل المواطن البسيط فى تداولها وتعميمها سرعان ما تصل إلى الملايين. سرعة تعامل السلطات المصرية مع الشائعة والتفاعل معها يقلِّل من أثرها الخطير على المجتمع. بإمكان المسئولين غلق الطريق أمام الشائعات بالشفافية والدقة والاستباقية فى التعامل مع أى قصة مفتعلة. كذلك إذا خاف المجتمع فسيسهل على الشائعة التسلل داخله. بالتأكيد مصر فى أيدٍ أمينة، ورجالها ونساؤها يعملون من أجلها وهذا الشعور بالاطمئنان يقلِّل من القلق ومحاولة اختراق المعنويات. والأهم هو كيفية تعامل الفرد مع الشائعات. أولا علينا أن نسأل أنفسنا إذا كانت الشائعة منطقية أو غير منطقية قبل تداولها. كذلك لابد من التحقق من مصداقية المعلومة من المصادر الموثوق بها مثل الأهرام اليومى أو جوجل أو الإنترنت عامة. إذا لم تذكر القصة إلا فى مصدر واحد فهى شائعة وبالذات إذا كان المصدر مشكوكا فيه. كذلك فالشائعة تصبح حقيقة عندما تصدر من أكثر من مصدر، لذلك يجب التغلب على الشائعة من أولها بعدم إرسالها للآخرين. وكلمة بيقولوا كما هو فى المقولة: بيقولوا فيه عصابات بتخطف فى الستات، لابد من مقاومتها لأنها بمثابة إثبات أن القصة ماهى إلا شائعة. من المقولات المشهوره: اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس ثم تصدق أنت نفسك.
شائعات.. شائعات.. شائعات خربت بيتنا الشائعات.
أستاذة إعلام بكندا
لمزيد من مقالات د. عزة رضوان صدقى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.