جذبتني في الأهرام صورة ثمار التين الشوكي بعنوانها أرزاق بين الأشواك وهي تتحدث عن أشواك ثمرة التين الشوكي الحادة المزعجة المؤلمة التي تنفذ إلي الجسم بسهولة, وتذكرت تجربة تونس في تطوير التين الشوكي واستنباط نوع آخر اسمه الهندي الأملس, لا أشواك فيه البتة وفرض هذا النوع نفسه بلا منازع علي المائدة الغذائية للأسرة التونسية وأصبح يلقب بسلطان الفاكهة بعد أن كان التين الشوكي لعهود طويلة مصنفا علي أنه فاكهة الفقراء, وقد نقله هذا التطوير إلي مائدة الميسورين واستمرارا في هذا النهج الناجح تم إنتاج نوع ثان من التين الشوكي الأملس يطلق عليه التين المخسي بأن يقوم المزارعون بقطف زهرة الثمرة فور تفتحها خلال شهر يوليو لكي تتأخر عملية نضجها إلي شهر أكتوبر وتصبح الثمرة أكبر حجما ويطلق عليها التين الخريفي وبذلك يمتد موسم التين الشوكي الهندي الأملس في تونس لأكثر من6 أشهر انطلاقا من شهر مايو ليبلغ ذروته في شهري أكتوبر ونوفمبر, ويفيد المختصون في تونس أن التين الأملس قد لعب دورا تصديريا متناميا حيث أصبح ينافس الإيطالي من جزيرة صقلية, كما تم فتح آفاق جديدة بتصنيع هذا النوع من التين وتصديره إلي الأسواق الخارجية كمنتج غذائي معلب في شكل معجون وعصير لعلاج التهابات المعدة والأمعاء وبذلك بدأ التين الشوكي الأملس التونسي يغزو الأسواق والأذواق والموائد الأوروبية من إنتاج الصحراء القاحلة ويحظي بمزيد من الاهتمام من الباحثين في المجال الطبي والصيدلة لتعدد فوائده وتنوعها اقتصاديا وغذائيا وطبيا وبيئيا أيضا. فهل نري اهتماما من علمائنا الأجلاء في استثمار صحرائنا بالتنسيق والتعاون بين الدولة ومراكز البحوث والجامعات واتحاد المزارعين لاستنباط نوع جديد أملس لا أشواك فيه من التين الشوكي المصري؟. د.عوض حنا سعد سموحة إسكندرية