جاء إعلان اتحاد كرة القدم عن تنفيذ اتفاقية مع اتحاد شمال إفريقيا، بمعاملة لاعبي شمال القارة كمصريين اعتباراً من فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، ليفتح باب الجدل من جديد حول مستقبل الكرة المصرية. والحقيقة أنه كان يجب على اتحاد الكرة، قبل الموافقة على تطبيق مثل هذا القرار المصيرى، أن تتم دراسته بشكل كامل من خلال مجموعة من الخبراء، خاصة أن الدول التى سوف يتم تنفيذ القرار عليها، وهى تونس وليبيا والمغرب والجزائر، تعد منافسا دائما لمصر فى جميع البطولات العربية والإفريقية. وبالرغم من أنى دائما أرفض الاجتهادات فى تقييم مثل تلك القرارات، إلا أن الواقع يؤكد أن مصر سوف تتعرض للضرر بسبب هذا القرار غير المدروس، وعلى سبيل المثال يلعب فى الدورى المصرى حاليا عدد من لاعبى شمال إفريقيا تتم معاملتهم كأجانب مثل التونسى على معلول والمغربى وليد أزارو فى الأهلى، والتونسيين فرجانى ساسى وحمدى النقاز والمغربى حميد أحداد فى الزمالك، والتونسى لسعد الجزيرى فى الإسماعيلى وغيرهم من اللاعبين. وبالقرار الجديد يتحول هؤلاء اللاعبين كمصرين، وهو ما يفتح الباب أمام الأندية المصرية للتعاقد مع 4 لاعبين من إفريقيا، بالإضافة للتعاقد مع عدد كبير من دول الشمال الإفريقى، ومعهم لاعبى سوريا وفلسطين الذين تتم أيضا معاملتهم كمصريين. ويكفى أنه بمجرد الإعلان عن هذا القرار بدأت الأندية البحث والتنقيب للتعاقد مع عناصر جديدة خلال انتقالات يناير المقبلة، وهو ما يعنى أن فرصة اللاعب المصرى سوف تتضاءل فى المشاركة، وإذا كنت قد هاجمت فى وقت سابق زيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى 4 لاعبين، لأن ذلك يحرم اللاعب المصرى من المشاركة، وهو ما ترتب عليه أن المنتخب لا يجد مهاجما قادرا على قيادة هجوم الفراعنة، بسبب أن معظم الأندية تعتمد على العرب والأفارقة، فما بالك بعد تطبيق القرار الجديد. والغريب أن البعض يتحدث عن أن القرار سوف يمنح الفرصة للاعبين المصريين للاحتراف بدوريات شمال إفريقيا، وهو كلام حق يراد به باطل إذا علمنا أن الأندية هناك لا تعتمد على اللاعب المصرى لمغالاة الأندية فى طلباتها المادية. فى النهاية، أتمنى أن يراجع اتحاد الكرة هذا القرار وأن تتم دراسته بدقه قبل تطبيقه، لأن كل المؤشرات تؤكد أنه سوف يؤثر سلبا بدرجة كبيرة على مواهبنا الصاعدة، والتى تحتاج فرصة لإثبات وجودها، وهو ما لن يحدث فى ظل بحث الأندية عن الألقاب، وهو ما سيؤدي فى النهاية لهدم وتدمير الكرة المصرية. لمزيد من مقالات محمد مختار أبودياب