عندما كان النقاد يستمعون إلى الكاتب الأيرلندى الشهير صموئيل بيكيت « 1906 1989» يتحدث الإنجليزية كانوا يسألونه إذن أنت إنجليزى لأنك تتحدث وتكتب بالإنجليزية، فكان رده: لا.. على العكس.. أنا أيرلندى ولست إنجليزيا، وهى إجابة يمكن تفسيرها بطريقتين: الأولى أن الشعب الأيرلندى عانى كثيرا من الاحتلال الإنجليزى لبلادهم تماما مثلنا ولذلك فإن الزعيم الوطنى سعد زغلول ذهب إلى دبلن بعد ثورة 1919 لينسق مع الثوار فى أيرلندا للحصول على الاستقلال. والثانية: أن الكثيرين لا يعرفون أن أيرلندا دولة مستقلة ذات سيادة منذ عام 1922 وأنهم ليسوا إنجليزا وإنما «أيرش» وأن أيرلندا الشمالية هى التى مازالت تحت التاج البريطاني! وقد أتاحت لى الفرصة منذ أيام أن أزور أيرلندا لأول مرة لحضور الدورة الثالثة للمنتدى الاقتصادى العربى الأيرلندى بمشاركة وحضور عدد كبير من الشركات الأيرلندية والعربية. وإذا كانت الطبيعة الخلابة والمناظر الساحرة فى العاصمة دبلن هى التى غزت مخيلة أعظم شاعر عالمى أنجبته أيرلندا ويليام يتيس (1865 1939) وانعكست فى شعره ولونت قصائده بحب الطبيعة والتأمل فيها، فقد كان محقا فى ذلك ولأول وهلة تدرك أن هذه البلاد ذات طبيعة ساحرة، وأن أهلها يصرون على الحفاظ عليها وعدم تشويهها أو تدميرها كما نفعل فى بلادنا حتى أصبح القبح عنوانا لشوارعنا وعمارتنا بل إن الأيرلنديين يصرون أيضا على الاستمتاع بها وهم بالمناسبة شعب ودود للغاية يقدم لك المساعدة بكل لطف دون أن يكون لديه حب استطلاع لأن يعرف من تكون أو ماذا تفعل فى أيرلندا مثل شعوب أخري!. والواقع أن العلاقات العربية الأيرلندية قديمة.. وتعود إلى القرن ال 19، واحتفلت مصر وأيرلندا بمرور 40 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية هذا العام. ويأتى انعقاد المنتدى الاقتصادى العربى الأيرلندى فى إطار سعى أيرلندا لفتح آفاق جديدة أمام منتجاتها خاصة فى مجالات الزراعة والتعليم والخدمات المالية وتكنولوجيا المعلومات بعد أن حققت تقدما اقتصاديا مذهلا على مدى السنوات ال 10 الماضية. لمزيد من مقالات منصور أبو العزم