فى إطار تصاعد القلق الدولى حول التغيرات المناخية وتأثيرها على سكان العالم، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية فى أستراليا أمس أن ارتفاع درجة حرارة مياه المحيط الهادئ فى الآونة الأخيرة زادت بنسبة 70% من خطورة حدوث ظاهرة النينو هذا العام. ويمكن لهذه الظاهرة أن تسبب فيضانات وجفافا أيضا فى مناطق مختلفة من العالم، كما أنها مرتبطة بارتفاع درجة الحرارة والطقس الجاف عبر المحيط الهادئ بآسيا. وتلحق هذه الظاهرة أضرارا بشكل خاص بأستراليا، حيث تسببت عامى 2015 و2016 فى تقليص الإنتاج الزراعى فى هذا البلد وهو من بين أكبر المصدرين الزراعيين فى العالم. ويأتى هذا التنبؤ الجوى فى وقت أدى فيه المناخ الجاف إلى القضاء على المحاصيل الزراعية والمراعى فى ساحل أستراليا الشرقى ،مما تسبب فى معاناة كبيرة للكثير من المزارعين. على الصعيد نفسه، أصدرت السلطات فى ولاية فلوريدا أوامر عاجلة لعشرات الآلاف من السكان بإخلاء منازلهم فى مقاطعات واكولا وجلف وباى بعد توقعات الأرصاد بأن تتزايد قوة الإعصار «مايكل» إلى الدرجة الثالثة عندما يصل إلى اليابسة ويستهدف شمال غرب فلوريدا ليصبح أقوى إعصار يجتاح المنطقة منذ عشر سنوات على الأقل. كما ناشدت السلطات الأمريكية السكان النزوح من مناطق الخطر ، محذرة من أمواج عالية متوقعة قد تهدد الحياة. وقال المركز الوطنى للأعاصير إن أمواجا بارتفاع 3٫7 متر متوقعة على امتداد شمال غرب فلوريدا وكذلك أمطار منسوبها 30 سنتيمترا فى مختلف أرجاء الولاية وفى جورجيا وساوث كارولاينا. وبعد إعلان حالة الطوارئ فى 35 مقاطعة، تقرر إغلاق المكاتب الحكومية والمدارس والجامعات حتى نهاية الأسبوع فى مقاطعات شمال غرب فلوريدا، استعدادا لمواجهة الإعصار القاتل. كما امتدت صفوف السيارات عند محطات البنزين مع استعداد السكان للمغادرة. أما من قرروا البقاء فتهافتوا على شراء عبوات المياه وغيرها من الإمدادات. وفى الوقت ذاته، أعلنت كاى آيفى حاكمة آلاباما حالة الطوارئ فى الولاية بأكملها متوقعة حدوث أضرار بسبب الرياح والأمطار الغزيرة وانقطاع الكهرباء. وبعد أن يضرب «مايكل» فلوريدا، من المتوقع أن تتحرك العاصفة صوب الساحل الشمال الشرقى لولايتى نورث وساوث كارولاينا اللتين لا تزالان تتعافيان من آثار الإعصار فلورنس الذى ضرب المنطقة الشهر الماضي.