كان النجاح الحقيقى والمهم لمهرجان الخليج السينمائى الثالث الذى اختتم أعماله الأسبوع الماضى (8 14 أبريل) أنه أوجد حالة أو حركة ثقافية سينمائية فى المنطقة، وقد شارك شباب كل دول الخليج العربي ماعدا قطر بقوة وحماسة فى أعمال المهرجان. أما الجوائز فكان للأفلام العراقية نصيب الأسد(9 جوائز), ثم السعودية(5 جوائز) مما يمثل مفاجأة كبيرة, وكانت الإمارات هي الرابح الأكبر علي أكثر من مستوي. ذهبت أهم جوائز المهرجان لأفضل فيلم روائي طويل للفيلم العراقي ضربة البداية للمخرج الكردي شوكت أمين كوركي, والذي تدور كل أحداثه في ملعب كرة مهجور, تقيم تحت مدرجاته300 أسرة ضربت منازلها الحرب, ويستعرض الفيلم كيف يعيشون؟! وهناك الشاب اسو الذي يسعي لحل المشاكل التي تواجه هذه الأسر, بداية من توفير الغذاء والماء حتي تنظيم مباريات ترفيهية للأطفال والشباب, والفيلم يسجل لحظات الفرح والبهجة التي غمرت هذا المكان أو المعسكر البائس عندما فازت العراق بكأس آسيا, في المباراة الشهيرة مع السعودية, ويقرر الشاب تنظيم مباراة بين الشباب الكردي وشباب العرب, ولكن مايحدث في العراق لايجعل المباراة تكتمل.. والفيلم جميل وملئ بالتفاصيل ويقدم مأساته مغلفة بالسخرية وبعض الكوميديا. وقد شارك في مسابقة الأفلام الطويلة7 أفلام, من بينها ثلاثة أفلام سينمائية, والأربعة الأخري فيديو أو ديجيتال, وكما كانت الجائزة الأولي للفيلم السينمائي ضربة البداية الذي شاركت في انتاجه اليابان, كانت أيضا جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم السينمائي الإماراتي دار الحي للمخرج علي مصطفي.. أما الجائزة الثانية فذهبت لفيلم الديجيتال العراقي محنة الذي شارك في انتاجه شركات من انجلترا وايطاليا والعراق والإمارات, وهو عن عراقي يعيش في لندن ويحاول اثبات وجوده وتحقيق حياته بين غربته ووطنه وبكل تأكيد فإن الجوائز الثلاث قد جاءت عن استحقاق, ولكن هناك الفيلم البحريني حنين للمخرج حسن الحليبي الذي يطرح قضية الطائفية بين السنة والشيعة في البحرين, وهو فيلم جيد المعالجة ومتوسط القيمة فنيا, وكان يستحق ان تنتبه إليه لجنة التحكيم, وأظن أنها تجاهلته لأنه يدور في إطار ميلودرامي, ومازالت لجان التحكيم لاتتوقف طويلا أمام هذه النوعية من الأفلام.. لا أعرف لماذا؟! إذا انتقلنا إلي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة, فنجد أن الجائزة الأولي كانت للفيلم السعودي عايش للمخرج عبد الله آل عياف, ومدة الفيلم29 دقيقة, ويدور حول رجل عاش عمره حارسا لثلاجة الموتي بأحد المستشفيات, وذات يوم يتم تكليفه بأن يقوم بالحراسة المؤقتة لعنبر الولادة بمستشفي آخر, فيري الحياة وهي تولد وتتبدل حياته, وهو فيلم جميل ويحمل قدرا من الشجن في معالجته, ولعب بطولته ممثل متميز إبراهيم الحساوي, أيضا فازت السعودية بالجائزة الثانية بفيلم القندرجي اخراج عهد كامل, وبطولة عمرو واكد الذي يلعب دور اسكافي تم اعتقاله ثم عاد لزوجته وحياته ليعيش حالة من الانفصام, ومدة الفيلم16 دقيقة, وجاءت الجائزة الثالثة للفيلم العراقي ثم ماذا إخراج جاسم محمد جاسم, وهو فيلم تحريك مدته3 دقائق, عن المفاهيم المغلوطة التي جعلت الاحتلال هو نوعا من التحرر, والفساد السياسي نوعا من الديمقراطية, كما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم العراقي أم عبد الله إخراج سحر الصواف, مدته10 دقائق ويدور حول أم لخمسة أطفال وبلا عائل وعليها ان تواجه الحياة ومايحدث في العراق وحدها! وفي هذه المسابقة منحت لجنة التحكيم ثلاث شهادات تقدير للأفلام الإماراتية: صولو لعلي الجابري, وحارس الليل لفاضل المهيري, وغيمة شروق لأحمد زين. وفي ثالث المسابقات التسجيلية, كانت الجائزة الأولي للإمارات من خلال المخرجة الهندية الأصل والمقيمة في الإمارات سونيا كيربلاني بفيلم نسيج الايمان, وهو يقدم معالجة من خلال ثلاث فتيات من الإمارات حول الزي الوطني المحتشم الذي يعبر عن الهوية وثقافة المجتمع في مواجهة العولمة, أما الجائزة الثانية والثالثة فكانتا للفيلمين العراقيين باستيل إخراج لؤي فاضل, و82 80 إخراج حميد حداد عن عمليات التسفير للعراقيين أيام صدام حسين. رجحت الجوائز اذن كفة العراق والسعودية, ولكن تبقي الإمارات صاحبة المهرجان رابحة ليس فقط بالجوائز التي حصدتها وشهادرات التقدير, وإنما أيضا بوجودها بجيل جديد من خلال مسابقتها الجديدة مسابقة الطلبة, ومن خلال المسابقة التي اقامتها لدعم انتاج ثلاثة من السيناريوهات, والحقيقة ان كل هذا الجهد يأتي من مدير المهرجان مسعود أمر الله الذي حمل حلم أن تكون للإمارات سينما وأفلام ومهرجانات, وقد بدأ مشواره منذ10 سنوات مع مسابقة أفلام من الإمارات, واستمر الحلم يتطور وينضج حتي أصبح مهرجانا لكل أفلام الخليج, وصناعة حركة سينمائية في دولته الإمارات. دبي نادر عدلي