ارتفع عدد ضحايا الاشتباكات في مدينة طرابلس بشمال لبنان الي خمسة قتلي و25 جريحا, في امتداد مرة اخري للصراع الذي تشهده سوريا المجاورة. وقال سكان إن مسلحين تبادلوا إطلاق النيران والقنابل في حي باب التبانة الذي تسكنه أغلبية سنية وخصومهم العلويين في جبل محسن في معارك متقطعة طوال الليلة قبل الماضية, رغم وجود الجيش اللبناني في المدينة.ثم ساد الهدوء الحذر في المنطقتين, وتخلل ذلك عمليات قنص في بعض المحاور التقليدية والطريق الدولية التي تربط طرابلس بمنطقة عكار. وأعلن الجيش اللبناني أنه قام بالرد علي مصادر النيران. وأفاد بيان لقيادة الجيش اللبناني بأن قواتها المنتشرة في منطقة جبل محسن والتبانة واصلت تعزيز اجراءاتها الامنية في المنطقة بما في ذلك تنفيذ عمليات دهم لاماكن المسلحين والرد الفوري علي مصادر النيران. وكانت الاشتباكات قد بدأت بعد منتصف ليل أمس الأول بين المنطقتين واستعملت خلالها مختلف أنواع الأسلحة لاسيما الصاروخية منها وقد سجلت عملية نزوح لسكان المنطقة في اتجاه عمق المدينة. واستمرت وحدات الجيش بتعقب المسلحين حيث تمكنت خلال عمليات الدهم من ضبط كمية من البنادق والقنابل اليدوية والذخائر المعدات العسكرية. وشهدت باقي احياء مدينة طرابلس حركة خفيفة متأثرة بالوضع الامني في التبانة وجبل محسن.وأفادت التقارير الامنية عن سقوط قذيفة بي7 علي شارع سوريا بالقرب من آلية للجيش. وقال إن خمسة جنود أصيبوا مساء أمس الأول وإن خمسة عسكريين آخرين منهم ضابط أصيبوا أمس, اثر قنبلة يدوية ألقيت علي قاعدة للجيش. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الولاياتالمتحدة مصادرة150 مليون دولار من أرصدة مرتبطة بحزب الله اللبناني, وقالت رئيسة إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية: إن الأموال كانت مودعة في حساب مصرفي أمريكي استخدمه بنك لبناني كندي لإجراء المعاملات. وفي هذه الأثناء, واصل الطيران الحربي الاسرائيلي انتهاكاته المستمرة للاجواء اللبنانية.وأفادت مصادر أمنية في جنوب لبنان أن الطائرات الحربية الإسرائيلية خرقت أمس الأجواء اللبنانية لتحلق فوق مناطق العرقوب وحاصبيا ومرجعيون والبقاع الغربي.كما حلق الطيران الحربي الاسرائيلي فوق جزين وإقليم التفاح علي علو متوسط.وتزامن هذا التحليق مع دوريات مكثفة لجيش الاحتلال الإسرائيلي علي طول خط التماس الممتد من الغجر غربا وحتي مرتفعات جبل الشيخ شرقا في حين كشف فريق هندسي اسرائيلي عن النظام الالكتروني المركز قرب السياج الشائك ولفترة نصف ساعة في محورالعباسية وادي العسل في الأطراف الغربية لمزارع شبعا المحتلة. استنكر الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان أمس عمليات خطف رعايا سوريين وأتراك في لبنان بهدف مبادلتهم بمحتجزين لدي المعارضة في سورية.وذكر بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية أمس أن سليمان استنكر خطف رعايا سوريين وأتراك من قبل جهات لبنانية بقصد المبادلة وهو عمل لا يساعد في حل القضية بل يزيدها تعقيدا ويعرقل الجهود الرسمية المبذولة لإطلاقهم فضلا عن أنه يسييء إلي سمعة لبنان وصورته. وقال سليمان إن المظاهر التي شاهدها اللبنانيون في الأيام الأخيرة وما تحمله من استفزاز وتحد للدولة والمشاعر ومن ضرر لعلاقات لبنان مع دول شقيقة وصديقة مرفوضة وأضاف أن المطلوب من السلطات القضائية المختصة التحرك فورا وإصدار الاستبيانات اللازمة في موضوع الخطف وموضوعات الأمن الأخري التي حصلت سابقا وتحصل اليوم. وطالب السلطات الأمنية التحرك والعمل علي تحرير المخطوفين ومن المجلس الوطني للإعلام القيام بواجبه في ضبط الفلتان علي الصعيد الإعلامي. ورأي أنه لا يجوز إطلاقا اللجوء إلي الخطف واستباحة الأوضاع وكرامات الناس ومشاعرها وبث القلق في نفوس اللبنانيين والرعايا العرب والأجانب علي السواء وهو أمر مرفوض من الجميع بلا استثناء ويجب وضع حد نهائي له. وأبدي سليمان أسفه وحزنه لعدم تمكن المخطوفين اللبنانيين من تمضية عيد الفطر مع أهلهم وذويهم وتوجه إلي قادة الدول الصديقة الفاعلة والمؤثرة لبذل الجهود من أجل إطلاقهم.