كشفت دراسة جديدة لعلماء الأمراض الصدرية بجامعة كارولينا الشمالية بالولايات المتحدةالأمريكية عن وسيلة حاسمة لتشخيص التهاب الشعب المزمن والتكهن المستقبلى بنتائج العلاج، حيث نجح العلماء فى رصد تركيز بروتين (ميوسين) وهو البروتين المتسبب فى زيادة سمك طبقة المخاط وتراكمه على جدران الممرات الهوائية بصورة غير طبيعية فى حالات الالتهاب الشعبى المزمن، ويكون تركيز هذا البروتين مرتبطا بشدة الحالة المرضية. فمن المتعارف عليه أنه لا يوجد اختبار تشخيصى لحالات الالتهاب الشعبى المزمن ولا حتى فهم دقيق لأسباب هذه الحالة حيث يصل المريض لعيادة الأمراض الصدرية مصابا بكحة مستمرة وإحساس بانسداد الممرات الهوائية بالرئتين. فحتى الآن لاتزال الطريقة الوحيدة لتشخيص الالتهاب الشعب المزمن كما يقول د. ريتشارد بوتشر مدير معهد الرئة بالجامعة - يعتمد على ما يدلى به المريض للطبيب من تاريخ مرضى لحالته. ويحاول أطباء الصدر بجامعة كارولينا الشمالية الآن تغيير هذا الوضع. ففى الدراسة الجديدة التى أجريت تحت إشراف د. محمد كيسيمير أستاذ علم الأمراض والطب المعملى بالجامعة، والتى نشرت نتائجها أخيرا بالجريدة البريطانية للطب، أظهر الباحثون ارتباط تركيز بروتين ميوسين المتسبب فى زيادة سمك طبقة المخاط المتراكم على الممرات الهوائية بدرجة الالتهاب المزمن للشعب الهوائية. ويرى الباحثون أن هذه النتائج يمكن أن تصبح من الدلائل المؤكدة على الإصابة بالتهاب الشعب المزمن، وتؤدى لإيجاد وسيلة دقيقة للتشخيص والتكهن بنتائج العلاج، وترفع من احتمالات تحضير عقاقير جديدة لخفض تركيز بروتين ميوسين، الأمر الذى يساعد فى تقليل أعراض الالتهاب الشعبى المزمن، وإيقاف تطور المرض. وتعليقا على نتائج هذه الدراسة يقول د. أشرف حاتم حاتم أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة القاهرة أن هناك نوعين للالتهاب الشعبى المزمن، الأول وراثى يحدث بسبب وجود جين لدى المواليد يرتبط بتراكم المخاط على الغشاء المبطن للممرات الهوائية. أما النوع الثاني، والذى يصيب البالغين والكبار، فيكون مرتبطا بالعوامل البيئية وأهمها التعرض لدخان السجائر أو تلوث الهواء، وهذا النوع من الممكن تجنبه بالحد من العوامل المسببة له، وبالنسبة للنوع الأول الذى يصيب الصغار، فلا يتوافر لدى العلماء والباحثين حتى الآن سوى القليل من المعلومات عن أسباب تراكم المخاط على الممرات الهوائية وانسدادها ولذلك يكون من المهم تشخيصه بدقة، ولذلك تعد نتائج هذه الدراسة كشفا علميا جديدا لفهم طبيعة هذه الحالة الخطيرة التى تصيب الملايين من مرضى الصدر فى أنحاء العالم، خاصة الحالات التى تعانى تكرار نوبات التهاب الشعب الهوائية المصحوب بكحة مستمرة مع إنتاج البلغم حيث ستسهم هذه الدراسة فى التوصل لوسيلة دقيقة لتشخيص المرض مبكرا وابتكار دواء مناسب لعلاج هذه الحالة البالغة الصعوبة عند الأطفال.