أفراح ومظاهر احتفالية تصاحب عيد الأضحي المبارك وتبادل للتهاني وصلة رحم ومشاعر دافئة.. ولكن قد ينقلب هذا المشهد عند البعض عند سماعه فقدان احد أبنائه لإحدي عينيه أو إصابتها بسوء أو تعرضه لبعض الحروق، فتتبدل مظاهر الفرحة والاحتفال إلي مأساة وأحزان والسبب.. ألعاب الأطفال. نعم.. أنها الظاهرة السلبية أو الجانب الآخر لاحتفالات الأعياد والمناسبات في مصر وهي انتشار الألعاب النارية والمفرقعات ومسدسات الخرز وغيرها من الألعاب التي لها العديد من المخاطر علي الأطفال بصفة خاصة نتيجة اللعب العشوائي الذي يبدأ كتسلية إلي أن ينتهي بمأساة تتسبب في تشوه أو عاهة مستديمة. ورغم أن معظم تلك الألعاب محظور استيرادها وتداولها في الأسواق، فإن الباعة يفترشونها في منطقة العتبة وتباع علنا في خرق صارخ للقانون فتجدهم يقفون بعربات صغيرة لا يتجاوز ارتفاعها المتر الواحد، إلا أنها تحمل المئات من تلك الألعاب مختلفة الأسعار بحسب قوتها وأشكالها. نجاة أحمد بائعة قالت إنها تتخصص في بيع الألعاب النارية في موسم الأعياد لأنها الأكثر مبيعا نظرا لإقبال الأطفال والشباب علي شرائها خاصة في ظل ارتفاع معدلات الأفراح خلال أيام العيد، لكن الموسم ينتهي في اليوم الثالث للعيد، حيث نقوم بحفظ الألعاب في أماكن آمنة للموسم المقبل.. وأشارت إلي أن أسعار الألعاب النارية تختلف حسب النوع والكمية، وقوة انفجارها وإحداث صوت «الفرقعة» وأخري ذات أصوات وألوان زاهية وكل حسب سعره وأغلب هذه الألعاب مستوردة من الصين وباكستان. أحمد جاد الله موظف يروي مأساته مع مسدسات الخرز حيث تعرض ابنه لإصابة خطيرة كادت تفقده عينه اليسري عندما وجده يصرخ تحت منزله وحين اتجه إليه مسرعا ليتفقد الأمر صعق من حالة ابنه الذي كانت تسيل من عينه الدماء بسبب خرزة أصابتها فأسرع به إلي المستشفي حيث تمكن الأطباء من إجراء عملية جراحية لإخراج الخرزة البلاستيكية التي استقرت بجانب مقلة العين بميلليمترات وقد أنقذت العناية الإلهية ابنه من فقدانه إحدي عينيه. ويطالب أحمد الدولة بتفعيل الإجراءات التي تحد من الانتشار الملحوظ لتلك الألعاب الخطيرة وأيضا مساهمة الأهالي في الإبلاغ عن بائعي تلك الألعاب حفاظا علي صحة أبنائهم. طبيا تحذر دكتورة ليزا عماد حماد نائب أمراض العيون بمستشفي الشيخ زايد والعيون الدولي من شراء هذه الألعاب الخطيرة علي الأطفال التي تبدأ كتسلية احتفالا بالعيد وتنتهي بمأساة تتسبب في تشوه أو عاهة مستديمة..وقالت إن استخدام الألعاب النارية خلال المناسبات والأعياد من الظواهر السلبية والخطيرة علي أفراد المجتمع بصفة عامة وعلي الأطفال بصفة خاصة نتيجة اللعب العشوائي الذي يتسبب في خطورة بالغة منها قطع في الشبكية ونزيف بالعين وتمزقات في جدارها وقد تؤدي تلك الألعاب إلي حروق بالجفون وملتحمة العين وتليف في البصر وكدمات ينتج عنها تجمع دموي في الغرفة الأمامية للعين أو إصابات قاع العين وانفصال شبكي قد ينتج عنه فقدان كلي للبصر وفقدان العين كليا وفي حالة الإصابة بطلقة من مسدسات الخرز علي مسافة قريبة فقد يؤدي ذلك إلي انفجار في مقلة العين حيث تقضي علي الرؤية تماما. وتؤكد دكتورة ليزا خطورة شراء هذه الألعاب علي الأطفال وينصح في حالة حدوث إصابة للعين بعدم «دعك « مكان الإصابة أو عدم تغطيتها بغطاء واق صلب لعدم تعريض العين أو الجفن لأي ضغط..وبعد ذلك ينقل الطفل المصاب إلي اقرب مستشفي عيون وتشير إلي أن الإحصائيات تؤكد أن أكثر الفئات العمرية تعرضا للإصابة هم الأطفال خاصة الذكور وأن أكثر من نصف الحالات تصاب بالعمي. وتطالب نائب العيون الدولة بحملات أمنية علي مصانع الألعاب النارية والمسدسات والصواريخ ووضع ضوابط لها لمنع دخولها البلاد وملاحقة بائعي هذه الألعاب من أجل حماية عيون الصغار وحتي لا تتحول لعب أطفالنا إلي مأساة.. كذلك يقع علي عاتق أولياء الأمور مسئولية عدم شراء هذه الألعاب الخطيرة علي أبنائهم وتوضيح مخاطرها لهم.