فى عيد زواجها الخامس قررت فاطمة أن يكون الاحتفال بطريقة خاصة تعبر بها عن مدى حبها لزوجها وسعادتها معه.. عاد الزوج الى البيت ليجدها ترتدى فستان الزفاف وحولها أولادها بالورد والشموع.. لم تنس أن تشترى بدلة جديدة لزوجها الذى ضاقت عليه بدلة الزفاف.. حجزت جلسة تصوير مع مصور فوتوغرافى وأقامت حفلا فى منزلها دعت إليه جميع أصدقائها وحجزت غرفة فى أحد الفنادق لتستعيد ذكريات شهر العسل.. فاطمة لا تخجل ولا تخاف من الحسد وهى تعترف بكل فخر «نعم أنا زوجة سعيدة.. امرأة تحب زوجها، وزوجها يحبها، هو رجل نبيل ولطيف ولا يتوقف عن إسماعها كلمات الحب وهى تعتبر نفسها أقرب صديقاته». تقول فاطمة: لست الوحيدة ولا الفريدة من نوعى فهناك الكثير من الأزواج والزوجات السعيدات، لكن مشكلتنا أننا لا نتحدث عن الأشياء الجيدة بل نخفيها خوفا من الحسد ونكثر الحديث عن الأخبار السيئة والزيجات الفاشلة، لا أخاف على زواجى من الحسد بل أخاف عليه من الملل، لذلك لا أسمح له بالتسلل الى بيتي، أنا قادرة دائما على تجديد حياتى الزوجية وزوجى يشجعنى ويساندني.. أما بالنسبة لهبة فقد كان الأمر مختلفا.. فقد وجدت نفسها أما لثلاثة أطفال فى زواج لا هو بالسعيد ولا بالتعيس، فكل شئ يبدو من الخارج على ما يرام لكنها تشعر أن أيامها متشابهة ولا شئ جديد. لكنها كما قررت أن تصبح زوجة سعيدة.. تقول: كل ما يضايقنى فى زوجى لن أحاول تغييره او الشكوى منه بل تعاملت معه كأنه جزء من طبيعته، كان لا يرحب بفكرة السفر فكنت أتحايل لأقنعه، ولم يكن اجتماعيا فصنعت لنفسى دائرة اجتماعية جدية من الصديقات وجذبته لها شيئا فشيئا، هو لا يردد على مسامعى كلمات الحب لكنه يهتم بكل كبيرة وصغيرة فى حياتى وحياة أولادي، هو يستحق أن أسعده لا أن ِِ«أنكد» عليه.. بالنسبة لها فالسعادة الزوجية قرار تتخذه المرأة كما تؤكد هى فالرجال لايتعبون أنفسهم بالتفكير فى هذه الأمور وكثيرات يستسلمن لحالة اللا سعادة واللا تعاسة. فى كتابها «قواعد الزواج السرية»، تحدثت الكاتبة الأمريكية «باميلا هيج» عما أسمته بشبه الزواج ووصفته بالحالة التى يكون فيها الزوج او الزوجة لا هو بالسعيد ليستمر فى الزواج ولا بالتعيس ليأخذ قرارا بالانفصال، واعتبرت الكاتبة أننا نعيش فى زمن هو بالفعل زمن الطلاق حتى إن الزيجات المستمرة هى فى الغالب تمحورت حول الأبناء ولم تعد السعادة الزوجية مهمة أو حتى هدفا يسعى إليه الطرفان.. المشكلة من وجهة نظر الكاتبة، أن الأطفال التهموا الزيجات الحديثة على حد تعبيرها, فى الأزمنة السابقة لم يكن الأطفال يحتاجون لكل هذه الرعاية التى يقدمها آباء وأمهات الجيل الحالي، ولم تكن لديهم كل هذه الطلبات والاحتياجات ولم يكن على الآباء كل هذه الالتزامات.. كانت الأمهات يمارسن دورا محددا وكذلك الآباء، وكانت احتياجات الأبناء تنتهى قبل الساعة الثامنة، وكان لدى الزوجين متسع من الوقت للدردشة والخروج وقبول دعوات الأصدقاء. اليوم أصبح الأطفال هم محور الزواج واستسلم الأزواج للحالة, ويستمر قلقهم على مستقبل الأبناء مما جعل أغلبية الأزواج تعساء. ما تراه الكاتبة مؤشرا أكبر على الخطر أن هؤلاء الأزواج توقفوا حتى عن العراك أصبحوا فى مهمة أو مأمورية لتربية الأبناء ليس أكثر ونسوا أن حياتهم تضيع بهذه الطريقة. تعترف الكاتبة أنها عاشت هذه الحالة التى أسمتها ب «شبه الزواج» لا هى سعيدة ولا هى تعيسة وتستيقظ فى أثناء الليل وهى تفكر فى الطلاق وفى الصباح عندما ترى أولادها الثلاثة وتنظر لبيتها والمزايا التى تتمتع بها تغير رأيها وتصرف نظر عن الفكرة، وعاشت فى هذه الحالة فترة طويلة حتى قررت أن تضع حدا لمأساتها وتراجع كل تصوراتها عن الزواج وتوقعاتها منه. فأغلب المقدمين على الزواج يتوقعون أن تستمر العاطفة كما كانت لكن هذا غير صحيح وغير منطقي, العاطفة تتغير والسعادة لا تأتى من تلقاء نفسها بل هى جهد يحتاج الى عناية مستمرة وانتباه كامل ويقظة. إذا لم تكن قادرا على تبادل حديث عقلانى مع شريك حياتك فلا داعى للاستمرار فى حالة اللا سعادة واللا تعاسة.. لابد أن تكون هناك رغبة متبادلة من الطرفين فى إنجاح الأمر. وتدعو الكاتبة الأزواج الى تبادل الأحاديث والدخول فى حالة من النقاش الحاد أحيانا فهو يفيد الحياة الزوجية.