اعترف الجنرال مارتين ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية بوجود خلاف بين أمريكا وإسرائيل حول تقييمهما للتهديد الإيراني, مؤكدا أن واشنطن وتل أبيب تنظران للتقارير المخابراتية حول طهران بشكل مختلف. وأشار ديمبسي إلي أنه هو ونظيره الإسرائيلي بيني جانتس علي اتصال مستمر بشأن إيران, واعترف بأنهما توصلا إلي نتائج مختلفة بخصوص التقارير المخابراتية المتوفرة لديهما, مؤكدا أن الجانبين يقران بحقيقة تقدم الساعة الإسرائيلية بسرعة أكبر من الساعة الأمريكية, علي حد تعبيره. وأضاف الجنرال الأمريكي خلال مؤتمر صحفي لدي وصوله إلي أفغانستان إن لكل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل تفسيرا خاص به عن نفس التقارير المخابراتية المتعلقة بالمشروع النووي الإيراني. وأكد أن إسرائيل تنظر إلي التهديد الإيراني بشكل أكثر جدية من الولاياتالمتحدة لأن إيران النووية تشكل تهديدا علي وجود إسرائيل. وأوضح ديمبسي أن الجيش الامريكي لا يشعر بأي ضغوط من جانب تل أبيب لدعم هجوم محتمل قد تنفذه علي المنشآت النووية الإيرانية. وقال إن هجوما إسرائيليا من هذا النوع لا يمكنه إلا تأخير إنجاز المشروع الإيراني وليس تدميره, واعترف أيضا إنه هو ونظيره الإسرائيلي يتباحثان بانتظام حول إيران بشكل أسبوعي. وفي غضون ذلك, أرسل شاؤول موفاز زعيم المعارضة الإسرائيلية رسالة عاجلة لبنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي, مطالبا إياه بأن يلتقي معه لمناقشة نواياه بشأن الملف النووي الإيراني. وقال موفاز في رسالته إن الأداء السياسي والأمني لنيتانياهو وأقطاب حكومته تجاوز جميع الخطوط الحمراء وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن هذه الرسالة تتضمن استفسارات محددة بشأن مدي استعداد الجبهة الداخلية الإسرائيلية لخوض حرب ضد إيران, ومطالبة بإجراء عملية جرد للمعدات الإسرائيلية بما في ذلك الإسعافات الطبية الطارئة والعملات الأجنبية والمواد الخام واستراتيجيات عمليات الإخلاء. وأشارت الصحيفة إلي أن نسخا من هذه الرسالة تم إرسالها إلي يهودا وينشتاين النائب العام الإسرائيلي وإيهود باراك وزير الدفاع وتساحي هانجبي رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع بالكنيست الإسرائيلي. ومن جانبه, علق أوفير أكونيس عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود علي رسالة موفاز, قائلا إنها مثيرة للسخرية. وأشار أكونيس إلي أن موفاز يتعامل مع مثل هذا الموضوع الذي يحتاج إلي مسئولية وطنية بطريقة غير مسئولة, مضيفا أن حزب كاديما بزعامة موفاز يعيش في الوقت الضائع. وفي إطار الحرب الكلامية بين تل أبيب وطهران, رفض أحمد وحيدي وزير الدفاع الإيراني تهديدات الحكومة الإسرائيلية بشن حرب ضد إيران, واصفا هذه التهديدات بأنها لا قيمة لها. وأضاف وحيدي أن الدافع وراء مثل هذه التأكيدات من قبل الحكومة الإسرائيلية هو الخوف الهائل الذي تعانيه. وقال وحيدي إن الصهاينة يعانون اليوم من حالة خوف شديدة نتيجة أشباح صنعوها بأنفسهم, ويحاولون السيطرة علي مناخ الإحباط الذي يعيشونه من خلال إثارة ضجة إعلامية أو اللعب علي وتر الحرب النفسية, إلا أنهم يجب أن يعلموا أن هذه الضجة الإعلامية لن تساعد علي حل مشاكلهم. وتابع قائلا إن التصريحات المثيرة للحرب التي يخرج بها المسئولون الإسرائيليون تأتي لهم في النهاية بنتائج عكسية, حيث يعمل ذلك علي جعل الحكومة وآلة الحرب الإسرائيليين قريبين من الدمار ولفت وزير الدفاع الإيراني إلي أن هناك اختلافات وشقاقات بين المسئولين داخل الحكومة الإسرائيلية, ومثل هذه التصريحات من جانبهم ليست لها أي قيمة. وفي هذه الأثناء, رفض علي أصغر سلطانية مندوب إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا ما نشرته بعض وسائل الأعلام من اقتراح أطلقه عالم نووي إسرائيلي كبير يطالب بلاده بإغلاق مفاعل ديمونة مقابل وقف إيران تطوير برنامجها النووي.