ارتبطنا جميعا في مصر, خاصة في رمضان, بسماع القرآن بصوت الشيخ محمد رفعت والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ شعيشع والبنا وغيرهم.. إنها أصوات من السماء, وجنود اختارهم الله ليحملوا في صدورهم كتابه, ومنهم الشيخ محمود الطبلاوي.. هو من مواليد ميت عقبة بمحافظة الجيزة عام 1933, حفظ القرآن وهو في الطفولة, وعين مسئولا عن شئون القراء في مشيخة المقارئ المصرية وعضوا بالمجلس الأعلي للشئون الإسلامية, ثم نائبا لنقيب القراء, وأخيرا عين نقيبا للقراء خلفا للشيخ شعيشع, وقرأ القرآن أمام العديد من الرؤساء والملوك العرب. وحول مجموعة من القضايا الدينية المتعلقة بالقرآن الكريم وتلاوته كان لصفحة أدب هذا الحوار مع الشيخ الطبلاوي. الصوت الجميل يجعل الإنسان خاشعا ويتغلغل في النفس ويصل إلي القلوب سريعا, فمن هو أجمل صوت تحب سماعه ؟ مما لا شك فيه أن حلاوة الصوت هبة من الرحمن, وأن الصوت الجميل يؤدي للخشوع والتدبر في معاني القرآن, وكان الشيخ محمد رفعت والشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمهما الله أقرب الأصوات إلي قلبي, أما الآن فيعجبني صوت الشيخ حلمي الجمل والشيخ محمود الخشت والشيخ طه النعمان. وما رأيك في الشيخ الحصري؟ الشيخ محمود خليل الحصري هو أول من سجل المصحف المرتل للإذاعة, وكان حريصا علي أن يكون أي قارئ يقرأ معه في المحافل من حفظة كتاب الله, وأن يقرأ راءه, وهو القارئ الوحيد الذي قرأ القرآن الكريم في البيت الأبيض الأمريكي, وعلي المستوي الإنساني فقد كان كريما.. في بيته وغير بيته. اليس الترتيل هو الأقرب للصواب علي أساس أن السماع يكون مستمرا؟ لا, ليس الترتيل أصوب, ولا التجويد, فكلاهما قرآن كريم, ولم يفت أحد من العلماء بتفضيل احدهما علي الآخر, ولم يرد نص في ذلك. من الأساتذة الذين تتلمذت علي أيديهم؟ من حسن حظي أنني تتلمذت علي يد أساتذة عظام, أذكر منهم فضيلة الشيخ عبد الفتاح القاضي وفضيلة الشيخ رزق خليل حبة. وماذا عن أهم الزملاء من جيلك؟ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ مصطفي إسماعيل والشيخ كامل يوسف البهتيمي والشيخ محمد صديق المنشاوي. ما رأيك في المدرسة السعودية في التجويد؟ وكيف تفاضل بينها وبين المدرسة المصرية؟ لا يوجد تجويد في أي دولة, إلا في مصر وسوريا والأردن وليبيا, وإن وجد في السعودية فهو قليل. قلت إن القارئ السعودي نحج ببركات الحرمين الشريفين, وإن المصري هو الأساس.. فهلا شرحت؟ المصريون هم من علموا السعوديين القراءة, وهم أصحاب الأصوات التي تلقي شهرة عالمية, أما كل من يأخذ الشرائط للاستماع فيأخذها تبركا لكي تذكره بالحرم المكي أو النبوي. المدائح النبوية..هل هي في طريقها للانقراض؟ هل تعرضت للتقزم الذي أصاب مجالات كثيرة؟ المدائح لا تزال موجودة, وستظل موجودة حتي قيام الساعة, والإسلام والمسلمون بخير, كما قال نبي الرحمة: الخير في وفي أمتي حتي تقوم الساعة. ما رأيك في الثورات العربية.. وخاصة الثورة المصرية؟ هي ثورات قامت من أجل تحقيق أهداف سامية مشروعة, فمن حق أي شعب أن ينعم بالحرية والعدالة, ولو تم التوافق بين كل الفئات, واتجهوا إلي ما يرضي الله, وليس إلي الكرسي, ستتحول البلاد العربية من بلاد ودول نامية إلي دول متقدمة. ما هي ذكرياتك في رمضان والعيد؟ قمت بإحياء ليالي رمضان في أكثر من ثمانين دولة عربية وأجنبية, وأقضي العيد غالبا مع الأسرة.