توقع الكاتب الصحفى كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة انطلاقة غير مسبوقة للعلاقات السودانية المصرية عقب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأخيره للسودان بخلاف كل اللقاءات السابقة موضحا فى حوار مع صحيفة « الوطن» السودانيه ان الاندماج بين البلدين سيؤدى الى ظهور تكتل اقتصادى ضخم فى المنطقة فى حين ان الكثير من الاطراف فى المنطقة لا يريد لنا هذا الاندماج. واوضح جبر انه خلال السنوات السابقة مرت اكثر من سحابة صيف على العلاقات بين البلدين ولعب الاعلام فيها الدور السلبى ودور البطل الشرير وخلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأخيره للسودان اتيحت لنا الفرصة للجلوس مع رؤساء تحرير الصحف السودانيه بحضور نقيب الصحفيين السودانيين الصادق الرزيقى وتبادلنا اطراف الحديث فى كل القضايا العالقة بين الدولتين ولمسنا منهم الحرص الشديد وصدق النوايا واتفقنا ان يلعب الاعلام الدور الكبير فى لم الشمل وألا يشعل الفتن بل يطفئ الحرائق وآن الآوان للاعلام ان يلعب دورا ايجابيا فى تهيئة علاقات غير مسبوقة بين البلدين ووضع ضوابط وتعاون بين القنوات وعمل بث مشترك. واكد جبر انه قام بتوجيه الصحف والبوابات الالكترونية بنشر اخبار السودان والاهتمام والتواصل مع الشعب السودانى . وشدد رئيس الهيئة الوطنية للصحافة على ان تكون المعاملة بالمثل للصحفيين فى البلدين من برامج تدريب وزيارات متبادلة والتسهيلات للدخول فى الاماكن المهمة وان يكون هناك بروتوكول شامل يضم من مصر الهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الاعلى للاعلام ونقابة الصحفيين مجتمعة مع المؤسسات الاعلامية والصحفية فى السودان لوضع ميثاق شرف وضوابط للنشر والبعد عن القضايا القومية التى تمس البلدين واحترام قرارات كل دولة وان نسعى للايجابيات وليس لهدم العلاقات . واوضح ان القوة الناعمة هى السياج الآمن الذى يحمى العلاقات بين البلدين على اعتبار ان عوامل كثيرة وممتدة عبر الاف السنين تجمع البلدين منها التقارب الثقافى بين الشعبين واهل السودان . واذكر بعض الوقائع منها مثلا عندما ذهب الرئيس جمال عبد الناصر لحضور القمة العربية التى اعقبت نكسة يونيو استقبله الشعب السودانى بالهتافات وردو له اعتباره فى الوقت الذى كان البعض يلقبه بالزعيم المنهزم وقام وقتها الرئيس اسماعيل الازهرى بالدور الاكثر اهمية وهو المصالحة بين الرئيس عبد الناصر والملك فيصل بدعوة الزعيمين على العشاء فى منزله بالطريقة السودانية المحببة وحدثت المصالحه لازالة اثار الهزيمة وما اردت تأكيده ان السودان كان دائما يلعب دور الشقيق لمصر . واشار جبر الى ان الشعار القادم هو العمل لمصلحة الشعبين مستدركا ان :( الشعوب مش حتاكل شعارات )،وفترة الشعارات هذه يجب ان تتبلور الى خطط ومشاريع ليس من المنطق ان تعانى مصر من ازمة فى اللحوم والسودان به فائض وهنا استطيع القول ان عصر الشعارات انتهي والان جاء وقت تنفيذ الخطط والبرامج والاندماج بين السودان ومصر مما سيعود بالخير على الشعبين. واوضح جبر ان السودان يمتلك الاراضى البكر الشاسعة والمياه وثروات اخرى كبيرة ومصر لديها مهارات كبيرة وهذا يتيح للبلدين تحقيق التكامل وتشكيل قوة اقتصادية كبرى والبعد عن الخلافات التى تستفيد منها اطراف لا تريد خيرا للشعبين وهى تعلم ان السودان ومصر لو حدث بينهما نوع من التكامل سيؤدى الى ظهور تكتل قوى قائم على التنمية والبناء وكثير من الدول فى المنطقة لا تريده ان يحدث وهو ضد مخططاتها و لن تسعد بهذا التقارب المنشود. واضاف جبر انه من بشريات الزيارة المظلة السياسية التى اتفق عليها الرئيسان لرعاية الاستثمارات والمشاريع المشتركة والمستثمرين كما تم الاتفاق على مشروع الربط الكهربائى وربط السكة حديد وخريطة استثمارية واضحة تعود بالنفع للشعبين بالاضافة الى تأمين الاستثمارات وبعد المصالح المشتركة عن العلاقات السياسية .وطالب بان يتزامن ذلك كله مع احياء برلمان وادى النيل لوضع اطار تشريعى لحماية علاقات البلدين والتعاون المشترك وتقديم التسهيلات .