تعد العلاقات المصرية الإماراتية نموذجا يحتذى به فى العمل العربى المشترك، وهى تمثل تحالفا استراتيجيا ذا عمق تاريخى طويل، يستهدف التعاون والتنسيق المستمر من أجل تحقيق المصالح العليا للأمة العربية، ودعم جميع أوجه الاستقرار والتنمية فى البلدين الشقيقين. ويرجع تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية إلى ما قبل عام 1971 الذى شهد توحد الإمارات السبع فى دولة واحدة هى دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكانت مصر من بين أولى الدول التى اعترفت بالاتحاد الجديد فور إعلانه ودعمته دوليًا وإقليميًا كركيزة للأمن والاستقرار وإضافة قوة جديدة للأمة العربية. ويذكر التاريخ الموقف العروبى الشجاع للشيخ زايد بن سلطان فى حرب أكتوبر المجيدة ، عندما قال: إن البترول العربى ليس أغلى ولا أثمن من الدم العربي، وسخر كل إمكانات بلاده لدعم المقاتل العربى فى تلك الحرب. كما يسجل التاريخ للشيخ زايد أنه الرجل الذى نسج علاقات بالغة التميز والخصوصية مع مصر، فهو صاحب المقولة الشهيرة: «ان مصر بالنسبة للعرب هى القلب وإذا مات القلب فلا حياة للعرب». وقد شهدت العلاقات بين مصر والإمارات دفعة قوية عقب ثورة 30 يوليو، حيث أيدت ووقفت أبوظبى إلى جانب إرادة الشعب المصري، وأكدت دعمها الكامل والمستمر للشعب المصرى فى تنفيذ خارطة الطريق، التى أعلنتها القوات المسلحة بمشاركة القوى السياسية والدينية، وسخرت كل إمكاناتها السياسية والاقتصادية من أجل دعم الاستقرار والتنمية فى مصر. لذلك تكتسب زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات، مصر أهمية خاصة، فهى تأتى فى توقيت بالغ الحساسية نظرا للظروف التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، والتحديات غير المسبوقة التى تواجهها، سواء فيما يتعلق بالتهديدات التى تحيق بدول الخليج العربي، ولمصر منها موقف محدد وثابت ومعلن، يتلخص فى أن أمن الخليج من أمن مصر، أو بالموقف من الممارسات الداعمة للإرهاب التى تقوم بها دويلة قطر، وكل من مصر والإمارات عضوان فى التحالف الرباعى العربى الذى يتصدى لهذه الممارسات. وقد شهدت السنوات الاخيرة تنسيقا وثيقا بين البلدين، حيال القضايا الرئيسية مثل القضية الفلسطينية والعراقية واللبنانية والليبية واليمنية والسورية، فهناك تقارب كبير في الرؤى والمواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية. وستظل العلاقات الإستراتيجية بين مصر والإمارات، صمام أمان للأمة العربية، وفاتحة خير للشعبين الشقيقين. لمزيد من مقالات رأى الأهرام