فيما نفت موسكو وجود توترات مع طهران على خلفية وجودها فى سوريا طوت دمشق ملف بلدتى كفريا والفوعة الشيعيتين، بعد نقل أهاليهما من محافظة إدلب إلى مناطق سيطرة النظام بمحافظة حلب المجاورة بشكل كامل، بعد الانتهاء من تنفيذ الاتفاق الموقع بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة بضمانة روسية وتركية. وذكر مصدر أمنى سورى أن السلطات الحكومية تسلمت الدفعة الأخيرة من مواطنى بلدتى كفريا والفوعة وأسرى قرية اشتبرق بريف إدلب بينما تسلمت المعارضة المسلحة العدد المتبقى من المعتقلين المفرج عنهم من قبل حكومة دمشق. وذكر المصدر أن عملية التبادل انجزت بشكل كامل على معبر تلة العيس جنوب غرب مدينة حلب وأسدل الستار بشكل كامل على الاتفاق بعد تأخير استمر أكثر من 16 ساعة بسبب المعارضة المسلحة. وبالتزامن مع تنفيذ الاتفاق، تجمعت الحافلات فى محافظة القنيطرةالجنوبية على الحدود مع اسرائيل، تمهيداً لبدء عملية إجلاء المقاتلين والمدنيين إلى شمال سوريا بموجب اتفاق أبرمته روسيا مع الفصائل. وينص الاتفاق على استسلام الفصائل عملياً مقابل وقف المعارك و«عودة الجيش السورى إلى النقاط التى كان فيها قبل 2011». وقدرت مصادر قريبة من المعارضة فى القنيطرة عدد الأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم ببضعة آلاف، مشيراً الى أن العملية ستبدأ خلال ساعات. من ناحية أخرى، أكد السفير الروسى فى طهران ليفان جاغاريان، أن موسكو لا تجرى أى مباحثات مع طهران حول انسحاب القوات الإيرانية من الأراضى السورية؛ نظرا لأن الحكومة السورية هى المسئول الوحيد عن ذلك. وأضاف السفير فى حديث لوكالة «انترفاكس»: «كيف يمكننا بحث هذا الأمر؟ فقط حكومة بشار الأسد، هى التى تستطيع الحديث فى هذه المسألة، والحكومة السورية هى التى عليها حلها، لا نحن». ودحض السفير الروسى، المزاعم التى تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية وغربية، حول «ظهور توتر بين موسكووطهران» إثر محاولة روسيا إقناع إيران بسحب قواتها والقوات الموالية لها من سوريا. وقال: «سأخيب أمل الذين يزعمون بحدوث توتر فى العلاقات بين روسياوإيران، إذ لا يوجد أى توتر كان، بين البلدين». وشدد السفير الروسى على سعى بلاده لعدم السماح بوقوع صدام مسلح بين إسرائيل وإيران داخل سوريا. وأشار إلى أن موسكو، تبذل أقصى الجهود الممكنة لمنع حدوث أى صدام إيرانى إسرائيلى داخل الأراضى السورية، مضيفا أن إسرائيل تتواجد بشكل أو بآخر داخل سوريا وكذلك إيران. وعلى صعيد متصل، ناشدت مفوضية الأممالمتحدة السامية لشئون اللاجئين جميع الأطراف فى سوريا توفير ممر آمن لنحو 140 ألف مدنى محاصرين بسبب القتال فى جنوب غرب البلاد، حتى يتسنى لهم الحصول على المساعدات والمأوى.