حقق جيل لوكا مودريتش ما عجز عنه أى منتخب كرواتي، وبلغ نهائى كأس العالم فى كرة القدم لملاقاة فرنسا الأحد على ملعب لوجنيكى فى موسكو، فى مواجهة سيتناول فيها الكرواتيون طبق ثأر عمره 20 عاما ليعود جيل الورثة، لوكا مودريتش وايفان راكيتيتش وماريو ماندزوكيتش، لمواجهة فرنسا مجددا، بعدما تفوق الأول فى نصف النهائى على انجلترا 2-1 بعد التمديد (1-1 فى الوقت الأصلي) غداة تفوق الثانى على بلجيكا 1 صفر. لم ينس الكرواتيون الثامن من يوليو 1998 على ملعب ستاد دو فرانس فى ضاحية سان دونى الباريسية. تقدموا يومها بهدف فى مطلع الشوط الثانى عبر هدافهم سوكر، الرئيس الحالى لاتحاد اللعبة، قبل أن يظهر بطل فرنسى غير متوقع ويسجل هدفين: الظهير الأيمن ليليان تورام. يذكر الكرواتيون اسمه جيدا. قالها المدرب زلاتكو داليتش بصريح العبارة «تورام... كان موضوع نقاش طوال الأعوام العشرين الماضية». وعمت فرحة عارمة كرواتيا عقب تأهل منتخب بلادها إلى المباراة النهائية لكأس العالم فى كرة القدم فى روسيا، عقب تغلبه على نظيره الانجليزى 2-1 بعد التمديد، فى الدور نصف النهائى فى موسكو. دموع الفرح، أغان، ألعاب نارية، وناس يتعانقون بعفوية... هى بعض من الأجواء التى سادت عقب الصافرة النهائية للحكم التركى جنيات شكير معلنة عن تأهل البلد الصغير الذى يبلغ تعداد سكانه 4,1 مليون نسمة، الى المباراة النهائية لكأس العالم للمرة الأولى فى تاريخه. وصرخ معلق التلفزيون الحكومى دراجو كوسيتش فى نهاية المباراة «هذا جميل جدا.. معجزة المعجزات.. كرواتيا فى المباراة النهائية لكأس العالم». ويدين المنتخب الكرواتى الملقب ب «المتوهجين» بتأهله الى مهاجم يوفنتوس الإيطالى ماريو ماندزوكيتش الذى سجل هدف الفوز فى الشوط الاضافى الثاني، ليدخل بلاده تاريخ كرة القدم. وتجمع آلاف المشجعين فى الساحة المركزية بالعاصمة زغرب وتابعوا المباراة على شاشة عملاقة على رغم هطول الامطار بشكل متقطع. ونجح جيل صانع الالعاب والقائد لوكا مودريتش فى تخطى انجاز الجيل الرائع لأواخر التسعينيات بقيادة الهداف رئيس الاتحاد الكرواتى حاليا دافور شوكر وروبرت بروسينيتشكى وسلافن بيليتش وأليوشا أسانوفيتش وزفونيمير بوبان، والذى كان بلغ نصف النهائى لمونديال فرنسا عام 1998 بعد 3 سنوات فقط على استقلاله من يوغوسلافيا، حيث خسر 1-2 أمام البلد المضيف الذى سيلاقيه الاحد فى نهائى المونديال الروسى فى موسكو. وحلت كرواتيا ثالثة فى مونديال 1998 بفوزها على هولندا 2-1. وقال المدرب زلاتكو داليتش فى تصريح للتلفزيون الكرواتى الرسمى «ما قدمه اللاعبون هو خيال، هو من أجل التاريخ»، مضيفا لم نقل كلمتنا الأخيرة، ولن نتوقف هنا». من جهته، قال القائد والنجم مودريتش يمكن أن نكون فخورين وسعداء ... لا نريد التوقف هنا». وحيت وسائل الاعلام الكرواتية انجاز منتخب بلادها. وكتبت صحيفة «تبورتال» عبر موقعها الالكترونى «كرواتيا المعجزة تقلب الطاولة على الانجليز وتتأهل الى المباراة النهائية للمرة الأولى فى تاريخها!»، مضيفة «لاعبو داليتش خاضوا مباراة دراماتيكية جديدة وجعلونا بهذا الفوز المعجزة، نفخر مرة أخري». وكتبت صحيفة «سبورتسكى نوفوستي»، «برافو! يجب أن يكون الجميع سعداء متوهجو المدرب داليتش حققوا أفضل إنجاز فى تاريخ كرة القدم الكرواتية»، بينما قالت صحيفة «فيتشرنيى ليست» فى نسختها الالكترونية «لقد تغلبنا على الانجليز! نحن فى المباراة النهائية لكأس العالم». أضافت «برافو لأبطالنا لقد أحسنتم ونرفع لكم القبعة الأحد سيتحدد من يلعب افضل كرة قدم فى العالم. انها كرواتيا بلا شك». واحتفل الآلاف من الناس فى أنحاء البلاد بهذا الفوز، فى شوارع رييكا، ودوبروفنيك فى الجنوب وأوسييك فى الشرق. وقال المشجع فران كوليتش (23 عاما) الذى كان يحتفل مع أصدقائه وسط العاصمة زغرب «انها أمسية مليئة العواطف! وأنا فخور جدا بذلك، انه فوز كبير بالنسبة لنا». أما ميلنا باتشيتش، وهى معلمة تبلغ 36 عاما فارتدت القميص الأحمر والأبيض للمنتخب، وكانت ترقص غير بعيد عن وسط المدينة مع أصدقائها. وقالت «سأحتفل حتى الفجر».