عاشت العجوز «عالية» 75 عامًا، حياه هادئة منذ نشأتها.. وتربت وسط أسرة ميسورة الحال، لا تعرف طريقًا للخلافات.. ولم تقع عيناها قط على جريمة منذ أن وطأت قدماها روض الفرج، سوى على شاشات التليفزيون.. فالجميع يشهد لها وأسرتها بحسن السلوك ورفعة الأخلاق والاحترام.. لكن يبدو أن القدر كان يكتب لها أن تكون «ضحية» جريمة سرقة. البداية كانت فى تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، عندما استيقظ الجيران على صوت صراخ ، كان يدوى فى أرجاء العقار الذى تقطن «العجوز» فى طابقه الثالث.. على الفور توجه الجيران إلى شقة المجنى عليها، بعد أن أيقظوا شقيقها الذى يقطن فى الطابق الثانى من العقار نفسه، وقاموا بكسر باب الشقة.. وهنا كانت الفاجعة التى لم يتوقعها أحد. العجوز غارقة فى بقعة دماء كبيرة.. النوافذ كلها مُغلقة ما عدا نافذة المطبخ كانت مفتوحة.. «المجنى عليها» ما زالت على قيد الحياة تشير بأصابعها التى كانت تحركها بصعوبة جدًا إلى ناحية المطبخ.. ويبدو وكأنها تشير إلى وجود شخص غريب فى الشقة.. كان هذا هو المشهد الذى وجده جيران الحاجة عالية فور دخولهم الشقة.. وهنا أيقنوا أن هناك لصًا حاول سرقة المجنى عليها. لم يترك جيران المجنى عليها شبرًا واحدًا فى شقة المجنى عليها إلا وقاموا بالبحث فيه عن المتهم.. ظنًا منهم أنه ربما يكون مختبئًا به، إلا أن المفاجأة كانت فى شقة «نوبر» شقيق المجنى عليها، وفوجئ باختباء اللص خلف باب المطبخ .. وبالفعل تمكن من الإمساك به بعد أن استغاث بجيرانه وقاموا بطلب النجدة. تحقيقات نيابة روض الفرج التى أشرف عليها المستشار شريف كفافى رئيس النيابة، وباشرها أحمد عبد الرحمن ماضى مدير النيابة كشفت عن أن المتهم «جابر.ك.م» 22 سنة سائق توك توك، تسلل إلى شقة المجنى عليها لسرقتها، عقب علمه بأنها تعيش بمفردها، حيث توجه إليها متنكرًا فى زى امرأة، وقام بطرق باب الشقة .. وبعد أن فتحت المجنى عليها الباب، قام بدفعها حتى سقطت على الأرض, إلا أنها استغاثت فقام بضربها على رأسها. وأضافت التحقيقات أن «المتهم» فر هاربًا من نافذة مطبخ المجنى عليها، بعد أن استشعر قدوم الجيران إلى الشقة، لكنه اختبأ فى شقة شقيقها ظنًا منه انه سيتمكن من الهروب منها عقب انشغال الأهالى فى نقل المجنى عليها إلى المستشفى .. إلا أن شقيق الضحية تمكن بالتعاون مع جيرانه من الإمساك به، وأمرت النيابة بحبسه.