هل تعبت من أن أولادك لا يسمعون كلامك ولا يستجيبون لأى من طلباتك؟ هل لاحظت أنك تكررين نفس الأوامر ولكنهم لا ينفذون أيا منها بل يزدادون عنادا؟ هل هناك طريقة سهلة وبسيطة لجعلهم يستمعون لك وينفذون ما تطلبين؟ خبيرة البرمجة اللغوية العصبية الأمريكية «اليشيا آلتون» وضعت كتابا حديثا بعنوان «كلمات لها مفعول السحر» تنطلق من فرضية أن المشكلة ليست فى الأبناء قدر ما هى فى الطريقة التى تتحدث بها الأمهات إلى أبنائهن، فأغلب كلام الأمهات يبدأ بانتقاد الأخطاء التى يرتكبها الأبناء أو بأن تطلب منهم ما لا تريدهم أن يفعلوه.. مثلا هى تقول له: «لا تترك غرفتك غير مرتبة، لا تترك ملابسك ملقاة على الأرض، كم مرة طلبت منك ألا تزعج أختك» هذه المحادثة تعتبرها آلتون محادثة سلبية تعود بنتائج عكسية، لأنها تتحدث عن الأشياء التى يجب ألا يفعلها الطفل وليس عن الأشياء التى يجب أن يفعلها.. فنفس الجمل السابقة يمكنك طلبها من ابنك ولكن بطريقة مختلفة أو إيجابية.. فتقولين له مثلا: دعنا نرى هذه الغرفة وهى مرتبة كيف سيكون شكلها، الملابس لها مكان وتريد أن تعود إليه، دعنا نجمع اللعب من على الأرض لنعرف إذا كان المكان سيصبح أفضل. هذه الطريقة تعتبرها صاحبة الكتاب طريقة إيجابية ولا تحفز لدى الأطفال العناد ولا الرفض. الطريقة الثانية لجعلهم يسمعون الكلام وينفذون ما تقولينه هو استخدام قوة الإيحاء عن طريق حصرهم فى اختيارات، فبدلا من أن تقولى له عليك أن تأكل طبق الخضراوات، الأفضل أن توجهى كلامك بهذه الطريقة «هل ستتذوق البسلة أولا أم الجزر؟ وبدلا من جملة أبدأ بارتداء ملابسك أسرع كى لا تتأخر على المدرسة، قولى له: هل سترتدى القميص أولا أم البنطلون؟ فى هذه الحالة عقله سيركز فى الاختيارات التى أعطيتها له وسيتعامل مع أحدها.. دائما أعطه اختيارات ولا تجبريه. الطريقة الثالثة: هى التعامل مع المهام التى تطلبينها منه كأنها أمر واقع سيقوم به آجلا أم عاجلا، مثلا يمكنك أن تجعليه يرتب غرفته بدون خناق لو قلت له «متى انتهيت من ترتيب غرفتك يمكنك تناول الشيكولاته، فلا شيكولاته إلا بعد ترتيب الغرفة»، وعليه هو أن يحدد متى سيقوم بذلك. ولا يتعلق الأمر بالمكافآت العينية فقط، بل أيضا يمكنك اتباع نفس الأسلوب مع المذاكرة والواجبات المدرسية، مثلا تقولين له: عندما تنتهى من حل هذه المسألة أو قراءة هذه القطعة ستجد أن الكلمات ستصبح كتابتها أسهل عليك. الطريقة الرابعة: اخلقى رابطة بينك وبين طفلك واجعليه يشعر بأنه مثلك تماما فتقولين له: وأنا فى نفس سنك كنت لا أذاكر إلا فى مكان مرتب ونظيف.. المشكلة الرئيسية بالنسبة للكاتبة أننا اعتدنا أن نقول كلمة شكرا بعد الفعل وليس قبله، ولأن الأطفال يودون دائما إسعاد أبويهم فابدئى كلامك معه «شكرا لأنك ستقوم وتغسل يديك وشكرا لأنك ستساعدنى فى التنظيف». أعطيه أسبابا لأى شيء تريدينه منه، فلو طلبت منه أن يخفض صوت الموسيقى فقولى له «دعنا نخفض الصوت لأنه سيجعلنا نفكر بشكل أفضل أو كى لا نزعج الآخرين».. دائما قدمى أسبابا، ولا تكتفى بإصدار الأوامر، وتوقفى عن ممارسة أسلوب «لأنى أريد هذا ستفعله». حاولى بقدر المستطاع تنشيط خياله «فكر كيف سيكون الأمر رائعا بعد ما تنتهى من واجباتك، ما رأيك لو نرتدى ملابسنا أسرع كى لا يفوتنا أتوبيس المدرسة».. ساعديه كى يتخلص من عبارة «لا أستطيع» فإذا قال «لا استطيع حل مسائل الرياضيات» فأجيبيه أنت تستطيع لكنك لم تجد الطريقة بعد..أنت حللت أصعب منها من قبل». ما ذكرته الكاتبة اليشيا التون فى كتابها كما تقول لا يختلف كثيرا عن أساليب مندوبى المبيعات والتسويق فهم ينتقون كلماتهم ليدفعوك للتفكير فيما يعرضونه عليك.. وهو نفس الأسلوب الذى يجب اتباعه مع الأطفال.