أكد البيان الختامي للقمة الاسلامية الطارئة التي اختتمت أعمالها في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول أنها قررت تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي,كما أكد ضرورة صون وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها, وحمل السلطات السورية مسئولية استمرار أعمال العنف وتدمير الممتلكات. وفي الوقت نفسه شهدت القمة لقاءات جانبية بين القادة المشاركين تطرقت إلي الموضوعات الاقتصادية والاهتمام بمعالجة قضايا الفقر والصحة والتعليم والتأكيد علي وسطية الاسلام واعتداله وابتعاده عن لغة الغلو والتطرف. وفي إشارة ذات مغزي التقي الرئيس محمد مرسي علي هامش الاجتماعات مع الملك حمد بن عيسي آل خليفة ملك البحرين في قصر الضيافة في مكةالمكرمة, وجري خلال اللقاء بحث القضايا والموضوعات المدرجة علي جدول أعمال القمة. وأعرب الجانبان عن تطلعهما في أن تحقق القمة الأهداف المنشودة في لم الشمل وتعزيز التضامن بين الدول الإسلامية. وغادر الرئيس مكةالمكرمة بعد عصر امس إلي المدينةالمنورة الي القاهرة حيث توجه اليها في الحادية عشرة من صباح امس من مطار جدة وقام خلال الزيارة بزيارة المسجد النبوي الشريف. وطالب الرئيس مرسي بضرورة التعاون بين مصر والسعودية وتركيا وإيران لحل الأزمة السورية, وأضاف في الجلسة المغلقة لمؤتمر قادة الدول الإسلامية مساء أمس الاول أنني أستغرب للبعض الذين يغفلون عن حل الأزمة السورية, والدماء التي تراق حتي في شهر رمضان المبارك.وتطرق مرسي, للقضية الفلسطينية, وقال إنها القضية الأولي بالنسبة لمصر والدول العربية والإسلامية وستظل كذلك مناشدا الأخوة الفلسطينيين إلي توحيد كلمتهم, وأن يتحدثوا بصوت واحد لتحقيق المصالحة الوطنية.كما دعا مرسي لحل أزمة مسلمي ميانمار, ورحب بمبادرة خادم الحرمين التي أعلنها في افتتاح القمة بشأن إنشاء مركز للحوار الإسلامي بالرياض. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد اقام في الديوان الملكي بقصر مني مأدبة سحور تكريما لقادة ورؤساء الوفود وأعضاء الوفود المشاركين في مؤتمر قمة التضامن الإسلامي. وفي ختام أعمالها, أكد البيان الختامي للقمة أن قادة منظمة التعاون الإسلامي قرروا تعليق عضوية سوريا في المنظمة.وشدد القادة علي تحمل السلطات السورية مسؤولية استمرار أعمال العنف وتدمير الممتلكات.وأكد القادة خلال القمة ضرورة صون وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها.وأدان قادة التعاون الإسلامي:إسقاط سوريا لطائرة عسكرية تركية, معتبرين هذا العمل يشكل خطرا كبيرا علي الأمن في المنطقة.ودعا البيان الحكومة السورية إلي الوقف الفوري لكل أعمال العنف وعدم استخدام العنف ضد المدنيين العزل والكف عن انتهاك حقوق الإنسان ومحاسبة مرتكبيها والوفاء بكل التزاماتها الإقليمية والدولية والإفراج عن كل المعتقلين. وفي الشأن الفلسطيني أكدت القمة أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية, وعليه فإن إنهاء الإحتلال للأراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ عام1967 بما فيها القدسالشرقية والجولان السوري واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من باقي الأراضي اللبنانية المحتلة, يعتبر مطلبا حيويا للأمة الإسلامية قاطبة ومن شأن تسوية هذه القضية أن يسهم في إحلال السلم والأمن العالمي. وأكد المشاركون ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي علي قطاع غزة ويطالب مجلس الأمن بالاضطلاع بمسئولياته في حفظ وصون الأمن والسلم الدوليين والتحرك الفوري لرفع الحصار وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها المستمر ضد الشعب الفلسطيني, وأعربوا عن دعمهم لانضمام فلسطين كعضو كامل العضوية في الأممالمتحدة وطالب جميع الدول الأعضاء بدعم القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية في الأممالمتحدة وباقي المنظمات الدولية وأدان إسرائيل لاستمرارها في اعتقال آلاف الأسري الفلسطينيين في سجونها وتعريضهم لشتي صنوف التعذيب وحرمانهم من حقوقهم الأساسية. وحول جماعة الروهينجيا المسلمة في ميانمار, شدد مؤتمر القمة علي أهمية تعزيز التعاون والحوار مع الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون التي تتواجد بها مجتمعات وجماعات مسلمة, وكذلك الممثلين له المجتمعات بما يحفظ حقوقها ومواصلة مراقبة أي تطور عن كثب واستنكر سياسة التنكيل والعنف التي تمارسها حكومة اتحاد ميانمار ضد جماعة الروهينجيا المسلمة. كما استنكر التهميش التاريخي لجماعة الروهينجيا المسلمة في ميانمار ودعا لاعتماد سياسة تشمل جميع مكونات شعبها, بما في ذلك المسلمون في البلاد.ودعا القادة المشاركون بالقمة الدول الأعضاء التي ترتبط بعلاقات سياسية ودبلوماسية ومصالح اقتصادية مع حكومة ميانمار إلي استخدام هذه العلاقات لممارسة الضغط عليها لوقف أعمال التنكيل والعنف ضد مسلمي الروهينجيا. كما تطرق البيان الختامي لقضايا التضامن مع السودان والصومال وأفغانستان وجامو وكشمير والعراق واليمن وساحل العاج واتحاد جزر القمر وقبرص التركية في التصدي للتحديات التي تواجه هذه الدول, كما أدان اعتداء أرمينيا علي أذربيجان, مشددا علي أن الإصلاح والتطوير أمر متجدد ومستمر ويقع علي عاتق أبناء الأمة دون غيرهم وضع الخطط والبرامج العملية التي من شأنها تحقيق نهضتها ورفعة شأنها. وأكد البيان أن الإسلام هو دين الوسطية والانفتاح ويرفض كل أشكال الغلو والتطرف والانغلاق وأهمية التصدي لكل ما يبث ويروج للفكر المنحرف بكل الوسائل المتاحة ويدعو القادة لتطوير المناهج الدراسية بما يرسخ القيم الإسلامية في مجالات التفاهم والتسامح والحوار والتصدي للتطرف المتستتر بالدين والمذهب,وشدد علي إدانة الإرهاب بجميع أشكاله باعتبار أن الإرهاب ظاهرة عالمية لا ترتبط بأي دين أو جنس أو لون أو بلد مع ضرورة تضافر الجهود الدولية لمكافحة هذه الظاهرة. وأعرب البيان الختامي لقمة مكةالمكرمة عن عميق قلقه أمام تصاعد ظاهرة الربط بين الإسلام والإرهاب, التي تستغلها بعض التيارات والأحزاب المتطرفة في الغرب للاساءة للإسلام والمسلمين, مؤكدا ضرورة العمل الجماعي لإبراز حقيقة الإسلام وقيمه السامية والتصدي لظاهرة كراهية الإسلام وتشويه صورته وقيمه ورموزه وتدنيس الأماكن الإسلامية. وفي المجال الاقتصادي, دعا البيان الي الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والطبيعية والاقتصادية المتوافرة في العالم الإسلامي والاستفادة منها في تعزيز التعاون بين دوله, ورحب القادة بزيادة حجم التجارة بين الدول الأعضاء في المنظمة لتحقيق الأهداف المنصوص عليها في البرنامج العشري ودراسة إمكانية إنشاء مناطق للتجارة الحرة بين الدول الأعضاء.وشدد قادة الدول الإسلامية علي أهمية التعاون في مجال بناء القدرات ومكافحة الفقر والبطالة ومحو الأمية واستئصال الأمراض والسعي لحشد الموارد اللازمة لذلك, ودعوا البنك الإسلامي للتنمية لتأسيس صندوق خاص لمكافحة الفقر. كما تقرر اعتماد إجراءات محددة واضحة المعالم للنهوض بالعلم والتكنولوجيا والإبداع والتعليم العالي بما في ذلك تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالات, منها الاستخدام السلمي للطاقة النووية تحت رعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية.