هل نسينا أن بلاتر (رئيس الفيفا السابق) هو الذى اخترع حق البث الحصرى لمباريات كأس العالم، وكنا فى مصر نخرج من بيوتنا فى الخامسة صباحا وفى ساعات أخرى لنجلس فى المقاهى لنشاهد المباريات، فلم تكن «الوصلات» قد اكتشفت ولم يكن «النت» قد انتشر.. العيب إذن وبداية فى «إمبراطورية الفيفا» التى تحصد المليارات ولاندرى أين تذهب وخاصة بعد فضح قضايا الرشاوى داخل أروقتها، بدليل السماح لدويلة قطر بتنظيم فعاليات كأس العالم 2022رغم عدم تصنيفها كرويا، فهى لم تشترك إطلاقا فى كأس العالم ولا فى كأس آسيا ولاغيرهما، ورغم مساحتها الصغيرة التى لاتحتوى على خمس مدن كبرى لاستضافة المباريات حسب شروط الفيفا المعلنة والأساسية، فضلا عن تجاهل قضية معاملة العمالة الوافدة لبناء الملاعب والفنادق معاملة سيئة وغير إنسانية تعاقب عليها منظمات حقوق الإنسان العالمية وهيئة الأممالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية. وكما فعل «بلاتر وصالح كامل» يستمر فى ارتكاب الخطأ والظلم «فالنيتنو وحمد» بحصول قطر على حق البث الحصرى لمباريات كأس العالم الحالية، رغم أن الضرر أصبح أقل بفضل «الوصلة» المنتشرة والنت القوي، بما يسمح بالمشاهدة بأقل تكلفة عما تشترطه «البى إن».. ومع هذا فأين عدالة من يمنح (الفيفا) وأين إنسانية من يقبل الاحتكار, لقد أصبح الأمر تجارة، علما بأن «الفيفا» يمكن أن يربح أكثر بالحق والعدل إذا سمح لكل دولة راغبة فى الحصول على البث وبطبيعة الحال الدول المشتركة فى كل دورة، وهو بذلك يمنع الاحتكار والظلم وينجو بنفسه من تهمة أو شبهة الرشوة.. وإلى متى تظل «إمبراطورية الفيفا» هى الوحيدة المتحكمة فى رياضة كرة القدم فى كل مسابقاتها الدولية والقارية والمحلية بقوانينها وأحكامها ولوائحها وتحكماتها وعقوباتها، أما من سبيل آخر أو اتحاد مواز آخر، خاصة أن كرة القدم هى المتعة الشعبية الأولى بل ومتعة المسئولين والحكام أيضا فى العالم أجمع! الأمر جد خطير ولايستهان به، وهو فى حاجة إلى تفكير وتدبير سواء من جانب الاتحادات المحلية والقارية أو من جانب الحكومات والمنظمات الدولية، حتى هيئة الأممالمتحدة، أو من جانب النقد والمحللين والمعلقين الرياضيين أو من جانب الرياضيين أنفسهم. الأمر فى حاجة إلى مناقشات واسعة ودراسات مستفيضة للخروج من هذا النفق المظلم بحثا عن طاقة نور فى عالم أكثر رحابة تحت مظلة أكثر عدلا تساوى بين البشر جميعا على هذه الأرض الطيبة. لمزيد من مقالات فتحى العشرى