لن أكون مخطئا إن قلت: إن عيد الفطر هذا العام لن يكون سعيدا علي المصريين وأنا واحد منهم لما أصابهم من احساس طاغ بالألم والحزن والعجز بل الإهانة بسبب المذبحة البشعة التي ارتكبت ضد الجنود المصريين علي حدود سيناء في أثناء تناولهم الإفطار, والتي عكست طريقة تنفيذها تقصيرا بشعا في تأمين حدود مصر الشمالية ضد أي هجمات, وذلك علي العكس تماما, في الجانب الآخر الإسرائيلي من الحدود. وقد استشاط المصريون غضبا وهم يرون عبر شاشات التليفزيون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو ووزير دفاعه إيهود باراك في أثناء زيارتهما لموقع الجريمة علي الجانب الإسرائيلي, وقد وضع كل منهما يديه علي خاصرته بمنتهي الغرور والصلف أمام الدبابة التي دمرها الجنود الإسرائيليون بعد أن أحبطوا الهجوم, وقتلوا مرتكبيه. الأمر المثير للعجب والغرابة أن إسرائيل كانت علي علم بتلك الجريمة, وحذرت رعاياها قبلها ب72 ساعة وطالبتهم بمغادرة سيناء, وقد تلقي مسئولون مصريون ذلك باستخفاف قائلين إن الهدف منه ضرب السياحة في سيناء, والمفاجأة أيضا أن أفيخاي درعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أعلن الآتي في حسابه علي تويتر قبل الهجوم بنصف ساعة: عاجل: مخربون سيحاولون اقتحام الحدود الإسرائيلية من منطقة كرم شالوم أبو سالم بعد استيلائهم علي موقع مصري وقتلهم لجنود مصريين!!. والسؤال الآن: لماذا لم تبلغ إسرائيل المعنيين المصريين بالهجوم لإحباطه؟ الجواب هو لإحراج الرئيس محمد مرسي وضرب علاقته بحركة حماس وقياداتها واجهاض التسهيلات التي قطعها الرئيس علي نفسه لها وتكريس كراهية المصريين للفلسطينيين, ووضع عقبة جديدة أمام استعادة مصر لمكانتها الطبيعية واستقرارها بعد أن خسرت إسرائيل كنزها الاستراتيجي مبارك وعدم الكشف عن جواسيس إسرائيل بالمنظمات الفلسطينية والحركات الجهادية المتطرفة, ووسائل متابعة إسرائيل وتجنيدها لهم, بالإضافة إلي دوافع سياسية مرحلية, وإستراتيجية ستبقي سرا إسرائيليا لا يكشف عنه إلا لأجهزة المخابرات ولجان التحقيق وأعضاء المطبخ السياسي والعسكري في إسرائيل. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين