بعد ثلاثة أشهر من أزمة المفاوضات حول تشكيل الحكومة ، توصل الزعماء السياسيون في إيطاليا أخيرا إلي اتفاق حول تشكيل الحكومة الجديدة. وتوصلت حركة «خمس نجوم» المناهضة للمؤسسات وحزب الرابطة اليميني المتطرف إلي تسوية مع الرئيس سيرجيو ماتاريلا لتشكيل تحالف حكومي بزعامة جوزيبي كونتي مجددا بعد أن حل خلافه مع ماتاريلا قبل 8 أيام. وتتألف الحكومة من 18 وزيرا بينهم خمس نساء فقط وموزعين بشكل شبه متساو بين الحزبين «خمس نجوم» و»ماتيو سالفيني». وبموجب اتفاق الحكومة الذي استغرق 10 أيام من المفاوضات، ستتخلي البلاد نهائيا عن إجراءات التقشف وتعليمات بروكسل لتركز علي سياسة نمو اقتصادي من أجل الحد من العجز الهائل في الدين العام الإيطالي.ومن المقرر أن يمثل كونتي إيطاليا في قمة مجموعة السبع الأسبوع المقبل في كندا. وتم تعيين لويجي دي مايو زعيم حركة “خمس نجوم” و”ماتيو سالفيني” زعيم الرابطة نائبين لرئيس الحكومة بعد أن كانا في مقدمة الحملة ولعبا دورا أساسيا في المفاوضات الطويلة، علي أن يتولي الأول وزارة التنمية الاقتصادية والعمل والثاني وزارة الداخلية. وتم تعيين جيوفاني تريا استاذ الاقتصاد السياسي المقرب من رؤية الرابطة لكنه مؤيد لبقاء البلاد في منطقة اليورو، في منصب وزارة الاقتصاد والمالية الحساسة. ويتولي وزارة الخارجية آينزو موافيرو ميلانيزي المؤيد لأوروبا والذي عمل طيلة 20 عاما في بروكسل وكان وزيرا للشئون الأوروبية في حكومتي ماريو مونتي وأنريكو ليتا (2011- 2014). ومن جانبها ، هنأت مارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني الفرنسي، زعيم حزب الرابطة الإيطالي ماتيو سالفيني علي إبرام اتفاق لتشكيل حكومة ائتلافية بين حزبه اليميني المتطرف وحزب حركة خمس نجوم المناهض للمؤسسات. ووصفت لوبان، في تغريدة علي موقع “تويتر”، اتفاق الائتلاف بين الحزبين المشككين في الاتحاد الأوروبي بأنها: “انتصار للديمقراطية علي الترويع والتهديد من جانب الاتحاد الأوروبي “.وأضافت: “لا شيء سيمنع عودة الناس إلي مسرح التاريخ”.