يقول الله تعالى فى محكم تنزيله فى سورة قاطر: (إليه يصْعَدُ الكَلِمُ الطيب والعمل الصالح يرفعه). إن لله تعالى ملائكةً تصعَد بالكلم الطيب بأمر الله تعالى، بينما الأعمال الصالحة لها أوقات للرفع، فهناك رفع فى النهار، ورفع فى الليل، فقد أورد الإمام مسلم فى صحيحه أن النبى صلى الله عليه وسلم، قال: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون فى صلاة الفجر، وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم ، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون. وهناك رفع فوري، فقد أورد الإمام الترمذى فى الجامع الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى أربعاً بعد أن تزول الشمس قبل الظهر، وقال: إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، وأُحِبُّ أن يصعد لى فيها عمل صالح. وهناك رفع أسبوعي، فقد أورد الإمام مسلم فى صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين، ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء(حقد وعداوة وبغضاء) فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا. وهناك رفع سنوى فقد أورد الإمام النسائى فى سننه عن أسامة بن زيد، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأُحِبُّ أن يرفع عملى وأنا صائم. يقول الشيخ الإمام عبد الله سراج الدين: فليباعد المسلم نفسه من الحقد والعداوة والبغضاء لئلا يحجب رفع أعماله الصالحه، وليكثر من صالح العمل وطيب الكلام، فإن الأيام لها أحكامها وخصائصها، وإنها ظروف لما يجرى فيها، فلا تملأ ظرف أيامك أيها العاقل إلا بما يقربك إلى ربك سبحانه، فسوف يأتى يوم تفتح فيه هذه الظروف بعدما خُتم عليها عند موتك، ويظهر ويتدفق جميع ما حوته من أقوالك وأعمالك وأحوالك، فإن كانت طيبة صالحة فاحت روائحها الطيبة وانتشر عبيقها، وإن كانت عكس ذلك فُضِحْتَ فى ذلك الجمع العظيم وحزنت وكربت، يقول جل شأنه فى سورة هود: (ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود).