حركة غير عادية تشهدها منطقة أبوزعبل العسكرية.. فالطبيب الفرنسي الشهير كلوت بك الذي يشغل منصب كبير أطباء وجراحي الجيش المصري سوف يأتي اليوم، .. في شرف الاستقبال يقف الخديو وكبار ضباط الصف والجنرالات بعد جولة طويلة يقرر كلوت بك إنشاء مدرسة الطب عام..7291 التي تحولت بعد ذلك الي قصر العيني بعد فقط عشر سنوات من الكفاءة والقدرة العلاجية المتطورة آنذاك. كلوت بك ترك الفكرة والتجربة وعاد الي مهمة في فرنسا, لكنه لم يستطيع أن يصمد كثيرا هناك بعيدا عن مشروعه الذي بدأ في الازدهار.. فاستقال كلوت بك في سنة8481 وعاد من فرنسا الي مصر مسرعا وتم تعيينه مديرا لمدرسة الطب ومستشفي قصر العيني, واستمر يخدم فكرته لمدة33 عاما.. عاد بعدها الي فرنسا.. تاركا خلفه صرحا طبيا عملاقا يخدم ملايين المرضي سنويا. لكن دون سابق انذار ونتيجة الانفلات الأمني الذي تعاني منه مصر, انطلقت موجة مدبرة ضد قصر العيني.. يقودها ثلاث جبهات كما يقول أطباء قصر العيني, هم البلطجية الراغبين في اقتحام قصر العيني وسرقة الأجهزة الطبية التي تقدر بملايين الجنيهات, كذلك سرقة الأدوية خاصة التي بها مفعول مخدر.. مستغلين غياب الأمن والظلام الدامس المحيط بالمستشفي فيقوموا بالتسلل ليلا مهددين العمال ومشرفي الأمن بالأسلحة البيضاء ولكن الي الآن لم يتمكنوا منا لصمود أهل قصر العيني. أما الخطر الثاني والأشد ضراوة فهم أهالي المرضي أنفسهم, الذين أصبحوا أكثر تطاولا علي الأطباء وعلي هيئة التمريض لدرجة أنهم يدخلون الي غرفة العمليات وغرف الاطباء ويهددون الأطباء ويجبرونهم علي العمل تحت التهديد.. بالاضافة الي عدم التزام معظمهم بتعاليم المستشفي, خاصة في مواعيد انتهاء الزيارات والتي يصرون علي كسرها بالقوة, فلا يمر يوم دون بلطجة واعتداء علي مشرفي الأمن والممرضين. أما الأكثر إيلاما, فهم الباعة الجائلون الذين يحيطون بالمستشفي من الخارج وربما يتسلل بعضهم الي الداخل ليحول المستشفي الي سويقة صغيرة. وان كانت الحالة الأشهر التي أغلق بسببها قصر العيني, هي حالة مصاب المنيل والذي صاحبه فيها51 بلطجيا حضروا معه عقب مشاجرة وطالبوا الأطباء بسرعة الكشف عليه مشهرين الأسلحة البيضاء وقام أحدهم بإطلاق الأعيرة النارية داخل المستشفي لارهاب الاطباء والعاملين, وقام بعضهم بالتعدي بالضرب علي الأطباء.. فالمطلب الأول لنا نحن معشر أطباء قصر العيني هي شركات أمن خاصة تقوم بتأمين الأطباء والمرضي والأجهزة الطبية التي تقدر بملايين الجنيهات, نحن فقط نبحث عن بيئة عمل جيدة لكي نؤدي واجبنا نحو قصر العيني. أما أكبر مشكلة يعاني منها قصر العيني, فهي نقص التمويل حيث يعتبر قصر العيني واحدا من أكبر المستشفيات المجانية في مصر, حيث يضم نحو0025 سرير ويتردد عليه سنويا مليوني ونصف المليون مريض ويستقبل منهم يوميا ما بين008 الي009 حالة طوارئ يوميا, ويتردد علي العيادات الخارجية05 ألف مريض يوميا. وعلي الرغم من الحجم الرهيب للمرضي, الا أن قصر العيني يعاني عجزا في المزانية يقدر بنحو05%.. يحصل علي جزء من العجز الذي يصل الي النصف عن طريق أهل الخير والهيئات الأهلية مما يجعل قدرة قصر العيني علي توصيل الخدمات الطبية للمواطنين مرهونة بالتبرعات, خاصة أنه لا يوجد في ميزانية قصر العيني التي يحتاجها لان أموال التبرعات لا تأتي اليهم في شكلها المادي بل يجب أن تدخل سائلة في وزارة المالية وتدخل الي المال العام وبعدها يتم طرح ممارسات أو مناقصات ربما تستغرق أكثر من عام للحصول علي احتياجات قصر العيني, لذلك فقصر العيني يحتاج الي تغيير القوانين التي تسير منظومة العمل به وتعديل القانون الخاص بالمناقصات والمزايدات والذي يحمل رقم(98), لأنه من أحد أسباب تعطيل الخدمة العلاجية بقصر العيني كما تقول الدكتورة عالية عبدالفتاح رئيس قسم الطوارئ بقصر العيني, ان هذا القسم بدأت به الأعمال الإنشائية منذ41 عاما ولم يستكمل حتي الآن بسبب نقص الامكانات المادية. وتضيف الدكتورة عالية أن تكلفة المبني الخاص بالطوارئ والمكون من9 طوابق بلغت001 مليون جنيه للمباني والتوصيلات الكهربائية والاوكسجين تحمل منها البنك الاهلي02 مليون للتشطيب ونحتاج خلال6 أشهر الي جمع من05 الي06 مليون جنيه للأجهزة الطبية وغرف العمليات والتجهيزات الطبية وتأسيس المركز الذي يخدم نحو0001 مريض يوميا, ويضم المبني الجديد6 غرف عمليات جراحية و001 غرفة للعناية المركزة ويحوي كل دور علي06 سريرا.. كما يشمل المركز دورا كاملا لعلاج حالات الحروق.. كل ذلك متوقف منذ سنوات بحثا عن ممول يكمل ذلك الصرح الكبير والذي سيقدم مساعدات طبية طارئة في مجال الحروق والأزمات القلبية وجلطات المخ والكبد وغيبوبة السكر والجراحات الطارئة.