كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أمس عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو اتصل بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لمحاولة إقناعه بالعدول عن زيارة إيران للمشاركة في قمة عدم الانحياز نهاية الشهر الحالي. وأعرب نيتانياهو خلال حديثه مع بان عن خيبة أمله من قرار الأخير بزيارة طهران, معتبرا تلك الزيارة خطأ كبير. وقال نيتانياهو إنه لا يري أي سبب لزيارة الأمين العام لدولة يتسم نظامها بمعاداة السامية وتسعي لتدمير إسرائيل, وأكد أن الزيارة ستمنح الشرعية لنظام يشكل تهديدا للسلام العالمي حتي وإن لم يكن هذا في نية الأمين العام. وأشار نيتانياهو في حديثه إلي دعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد دول العالم إلي الاتحاد للقضاء علي الكيان الصهيوني, بالإضافة إلي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر الماضي الذي اتهم فيه الدولة اليهودية بالمسئولية عن جرائم العبودية وتجارة المخدرات العالمية والوقوف وراء الثورة البلشفية. وعلي صعيد متصل, وفي تجدد للتقارير الإعلامية الإسرائيلية حول اقتراب شن هجوم إسرائيلي علي طهران, ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أمس استنادا إلي تقرير تليفزيوني أن رئيس الوزراء نيتانياهو يدرس توجيه ضربة عسكرية بشكل فردي ضد المنشآت النووية الإيرانية قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل, وذلك بعد ساعات من تقرير آخر أصدرته صحيفة يديعوت أحرونوت أفاد بأن إسرائيل تفكر في شن هجوم علي إيران في الخريف المقبل. وفي السياق ذاته, انتقدت شيلي يحيموفيتش رئيسة حزب العمل الإسرائيلي المعارض نيتانياهو لعدم استماعه للمستشارين السياسيين والعسكريين فيما يتعلق بوضع استراتيجية بخصوص إيران. وقالت يحيموفيتش: بالطبع, يجب أن تشارك الخبرات السياسية بأكملها في صنع القرار, مضيفة أنه عندما يعارض قادة القوات المسلحة استراتيجية نيتانياهو ولا يلقي الأخير بالا لهذه التوصيات, فإن ذلك ينم عن عدم إحساس بالمسئولية. وأضافت يحيموفيتش تمثل إيران خطرا حقيقيا, لكن تحويل ذلك إلي مشكلة إسرائيلية خالصة يعتبر خطأ استراتيجيا. من جانبه, حذر الميجور جنرال احتياط يسرائيل زئيف رئيس هيئة العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي من أن توجية ضربة عسكرية إسرائيلية علي إيران قد يجر إسرائيل إلي حرب إقليمية شاملة. وأشار زئيف في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية أمس إلي أنه لن يكون بوسع إسرائيل تحمل مواجهة مطولة بدون تأييد من الولاياتالمتحدة وأوروبا, مؤكدا أن مثل هذه الحرب ستصب في مصلحة إيران علي المديين القصير والبعيد علي حد سواء. وانتقد الجنرال الإسرائيلي السابق بشدة الحملة الإعلامية الصادرة من مكتبي رئيس الوزراء نيتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك لدعم عملية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية, مؤكدا أن هذه الحملة تدل علي ضعف مكانة رئيس الوزراء ووزير دفاعه. وفي غضون ذلك, نقل راديو صوت إسرائيل عن محافظ بنك إسرائيل البروفيسور ستانلي فيشر قوله إنه سيكون من الصعب تقييم الأبعاد الاقتصادية لعملية إسرائيلية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية, مشيرا إلي أن البنك مستعد لمواجهة أي احتمال لضرب هذه المنشآت. في الوقت نفسه, صرح متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بأن الولاياتالمتحدة لا تزال تعتقد بأن إيران ليست علي وشك امتلاك سلاح نووي رغم تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك التي أكد فيها أن واشنطن غيرت تقييمها بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأكد المتحدث في تصريحات نقلتها إذاعة صوت أمريكا أن الحكومة الأمريكية مستمرة في تقييمها المتعلق بأن طهران لم توشك علي امتلاك سلاح نووي, وتعتقد بأن هناك وقتا لمواصلة الجهود الدبلوماسية لإثنائها عن القيام بذلك. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد صرح الخميس الماضي بأن تقرير المخابرات الأمريكية الجديد يقرب تقييم واشنطن أكثر من وجهة نظر المجتمع المخابراتي الإسرائيلي التي تشير إلي أن طهران حققت تقدما باتجاه امتلاك قدرة نووية عسكرية. وفي طهران, أعلن المشرف علي منظمة الفضاء الإيرانية حميد فاضلي أن المنظمة قررت إنشاء قاعدة لإطلاق الأقمار الصناعية في منطقة جابهار جنوب شرق إيران. وقال فاضلي في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية إرنا إن مناطق جنوب شرق إيران تعد من أفضل المناطق من حيث السلامة و المراقبة لإنشاء هذه القاعدة لأنها قريبة من المحيط الهندي وذات كثافة سكانية قليلة, مشيرا إلي أن المشروع يخضع حاليا للبحث والدراسة الميدانية, ولافتا إلي إمكانية إطلاق أقمار ذات أوزان ثقيلة من هذه القاعدة نحو الفضاء.