من المعروف أن منظمة التعاون الإسلامي التي ظهرت إلي الوجود في أواخر ستينيات القرن الماضي تعد ثاني أكبر تجمع دولي للدول بعد منظمة الأممالمتحدة, فتحت مظلتها تنضوي75 دولة متنوعة من حيث الموقع الجغرافي, وحجم السكان, ومستوي التنمية الاقتصادية, وغالبا ما يعقد هذا التنوع التوفيق بين تطلعات الدول الأعضاء في المنظمة, بيد أن الحاجة إلي توحيد الشعوب الإسلامية تبقي جلية, وتتطلب التغلب علي كل الصعوبات التي تواجهها منظمة التعاون الإسلامي. إن التغيير الذي جري في عام1102 من منظمة المؤتمر الإسلامي إلي منظمة التعاون الإسلامي أظهر إرادة التحديث والتجديد, وجري هذا الحدث التاريخي في مجلس وزراء الخارجية الذي عقد في أواخر شهر يونيو من عام1102 في أستانا عاصمة جمهورية كازاخستان ذلك البلد النامي بشكل حيوي في آسيا الوسطي, وحاليا هذا البلد هو أيضا رئيس لمنظمة التعاون الإسلامي.. ومثل هذه النظرة الجديدة والمبتكرة أثبتتها الأحداث, عندما طرحت كازاخستان فكرة فتح مكتب لمنظمة التعاون الإسلامي لشئون الأمن الغذائي مماثل لصندوق منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة, وإذا تم تنفيذها فإنها تعد خطوة كبيرة إلي الأمام. ثمة خطوة أخري لجعل المنظمة أكثر قدرة علي المنافسة في السياسة العالمية تتمثل في اعتماد عام1102 خطة العمل الخمسية للمنظمة التي تظهر حاليا درجة عالية من النشاط في حل المشكلات التي تنشأ في مختلف أنحاء منطقة عضويتها.. فالمساعدة المالية والإنسانية لضحايا الجفاف في الصومال, والدراسة الوافية للأوضاع السياسية الخطيرة في سوريا, والرغبة المتزايدة لمعالجة مشكلات حقوق الإنسان داخل الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي, وغيرها العديد من الخطوات المماثلة الأخري تظهر رغبة المنظمة في تجديد نفسها, والقيام بدور أكثر أهمية في الأجندة السياسية العالمية, بالتأكيد, يبقي هناك الشيء الكثير الذي يتعين القيام به لكن هناك أيضا مؤشرات علي أن هذه المهمة الصعبة يمكن أن تنجز بنجاح, ولعل أحد السبل للقيام بذلك يتمثل في دمج الخبرة الطويلة لمنظمة التعاون الإسلامي مع ديناميكية وطاقة وطموحات البلدان الأعضاء فيها.