أوضحت فى مقالى السابق أن الظروف ساعدتنى وأسعدنى الحظ للتعرف على نخبة من جيل الرواد، نجوم الغناء وأساطين الموسيقى وكبار الشعراء، الذين صنعوا وأسسوا النهضة الغنائية فى مصر والوطن العربى وكانت إبداعاتهم بمناسبة ثورة يوليو 52 واكتشفنا بعد ذلك أنها تعبر عن كل الأحداث والثورات التى يمر بها الوطن وحتى ثورة 30 يونيو 2013 وطلبت من المسئولين فى الإذاعة والتليفزيون أن يركزوا على هذه الإبداعات ويضعوها فى مقدمة اهتمامهم باعتبارها الأفضل بعد اختيار الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيسا للبلاد لفترة ثانية، وأعود اليوم لاستكمال هذه الإبداعات التى عرضت الجزء الأول منها سابقا خاصة ما أنتجته إذاعتنا العريقة فى شارع الشريفين وتم نقله بعد ذلك إلى استديوهات ماسبيرو مع ضرورة إعادة تصوير هذه الإبداعات بقدر الإمكان؛ لكونها أفضل ما يمكن الاستماع إليه ومشاهدته بالصوت والصورة فى هذه المرحلة التى نعيشها الآن وبوجه خاص الأوبريتات والأغانى والأناشيد التى تتحدث عن مصر أم الحضارات وصاحبة أكبر الانتصارات التى حققها الجيش المصرى على مدى الزمن، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر رائعة أمير الشعراء أحمد شوقى التى غنتها أم كلثوم عن النيل لأهميتها فى الوقت الحاضر وفى ضوء المباحثات التى تجرى الآن حول سد النهضة للحفاظ على حصة مصر من المياه التى تتدفق فى النهر «من أى عهد فى القرى تتدفق .. وبأى كف فى المدائن تغدق .. ومن السماء نزلت أم فجرت من.. عليا الجنان جداولا تترقرق» هذه القصيدة رغم أن مؤلفها هو أمير الشعراء لا تذاع إلا نادرا ولا تعرف الأجيال الجديدة شيئاً عنها، وأطالب بإذاعتها دوريا فى الاذاعة والتليفزيون؛ لتأتى بعدها من حيث الأهمية رائعة أحمد رامى ورياض السنباطى وأم كلثوم كأجمل ما قيل فى حب الوطن «مصر التى فى خاطرى وفى فمى.. أحبها من كل روحى ودمى.. ياليت كل مؤمن بعزها يحبها.. حبى لها» ، وأيضا رائعة إبراهيم ناجى والسنباطى وأم كلثوم «أجل إن ذا يوم لمن يفتدى مصر.. فمصر هى المحراب والجنة الكبرى.. سلاما شباب النيل فى كل موقف .. على الدهر يجنى المجد أو يجلب الفخرا». ثم يأتى أيضاً أوبريت «صوت الجماهير» الذى أبدعه الشاعر الكبير حسين السيد ولحنه محمد عبدالوهاب وشارك فيه مشاهير الغناء: نجاة وشادية وفايدة كامل وفايزة أحمد وعبدالحليم حافظ وأرشحه ليكون فى مقدمة الأوبريتات التى تبثها الإذاعة والتليفزيون «صوت الجماهير.. هو اللى بيصحى الأجيال.. هو بيتكلم.. هو اللى بيتحكم.. هو البطل ورا كل نضال»، لتأتى أيضاً أجمل ما قيل فى حب مصر «يا أغلى اسم فى الوجود» «للشاعر الكبير اسماعيل الحبروك تلحين الموسيقار محمد الموجى وغناء الفنانة نجاح سلام» يا أغلى اسم فى الوجود.. يا مصر.. يا اسم مخلوق للخلود.. يامصر.. نعيش لمصر ونموت لمصر.. تحيا مصر»، وأن تركز الإذاعة والتليفزيون فى هذه المرحلة على رائعة صلاح جاهين وكمال الطويل وعبدالحليم حافظ «بالأحضان يا حبيبتى يا امى.. يا بلادى يا غنيوه فى دمى.. على صدرك ارتاح من همى.. وبأمرك أشعلها نيران..» ومن الأغنيات التى نطالب بتكرار إذاعتها ما غنته الفنانة عفاف راضى ولحنه الموسيقار كمال الطويل وكتبه الشاعر عبدالوهاب محمد كأجمل ما قيل شعرا فى وصف مصر «مصر هى أمى.. نيلها هو دمى.. شمسها فى سمارى.. شكلها فى ملامحى.. حتى لونى قمحى». وأخيرا رائعة المجموعة عن مصر كلمات محمد العجمى ألحان إبراهيم رجب «تعيشى يابلدى.. وزرعك أخضر ومندى.. تعيشى يا بلدى وعلمك مرفوع على يدى». هذه نماذج من أناشيد المرحلة نختارها ونضعها أمام المسئولين عن القنوات والفضائيات التليفزيونية والشبكات الإذاعية للاهتمام بها فى المرحل الحالية. لمزيد من مقالات مصطفى الضمرانى