• كارثة .. مياه الأمطار تحاصر المواطنين فى العاصمة والتجمع الخامس وتبتلع سيارات داخل الجراجات • مواطنون : السيول كشفت إهمال المسئولين بالقاهرة الجديدة • المسئولون : رفع حالة الطوارئ والدفع بسيارات مجهزة لشفط المياه ومستمرون فى التعامل مع الأزمة حقيقة .. غرقت محافظتا الجيزةوالقاهرة فى ( شبر ميه) وأغرقت معها أى استعداد للأجهزة المعنية والمسئولين، لمواجهة الأمطار التى سقطت أمس مصحوبة برياح وبرق ورعد، وانعكس ذلك على الحركة المرورية وزيادة البرك المائية فى الشوارع وتسببت فى تكدس السيارات فى المحاور المختلفة لأكثر من 3 ساعات ما أدى إلى حدوث شلل تام على كورنيش النيل بدءا من التحرير حتى المعادى والجيزة وشارع البحر الأعظم والهرم، بالإضافة إلى توقف الحركة تماما فى منطقة التجمع الخامس وتحولت إلى بركة مياه عميقة، الأمر الذى يطرح سؤالا مباشرا للمسئولين إذا كانت الأمطار أغرقت منطقة راقية كالرحاب والتجمع فماذا فعلت بالأحياء الشعبية والمنازل القديمة ؟ « تحقيقات الأهرام « ترصد معاناة المواطنين وتجربتهم بعد سقوط الأمطار بصورة مفاجئة وفشل الأحياء فى تقديم خدمة مناسبة للمواطنين وكذلك دور رجال المرور فى مواجهة الأزمة. ساعات من الرعب لا يليق أن تتوقف الحياة فى القاهرة بعد نصف ساعة من سقوط الأمطار، هكذا عبر سامى رضوان - محاسب - عن غضبه من تقاعس الأحياء عن القيام بدورها فى إزالة المياه بعد سقوط الأمطار، الأمر الذى دفعه إلى توجهه إلى منزله سيرا على الأقدام من رمسيس إلى المنيل بعد توقف الحركة المرورية تماما وأصبح السير على الأقدام أفضل من استخدام وسيلة نقل عام. ويفجر ياسر المحلاوى من قاطنى التجمع الخامس - مفاجأة من العيار الثقيل قائلا : بعد كارثة الأمطار فى التجمع يجب أن نكشف حقيقة الإهمال والتجاهل والفوضى الذى نعانى منه فى مشروعات الطرق والبنية التحتية ..فتغرق الطرق فى مياه الأمطار والصرف الصحى بجانب انتشار مخلفات المبانى بالشوارع بجوار المنازل ومخالفة الوحدات السكنية التى تحولت بعضها إلى وحدات تجارية ومحلات. وتضيف سارة عصام - صيدلانية - قائلة : المشهد صعب جدا أن يتم حبس المواطنين داخل وسائل المواصلات لأربع ساعات متواصلة للخروج من مسافة لا تتجاوز 10 دقائق بالسيارة دون أن يخرج مسئول ويتابع الأزمة على أرض الواقع !! وتعلق عفاف الشربينى - من سكان شارع التسعين بالتجمع الخامس - قائلة : ما حدث كارثة بكل المقاييس فمنطقة التجمع بالقاهرة الجديدة غرقت فى (شبر ميه) فعلا واستغثنا بالحى وهيئة الصرف الصحى بعد غرق جميع السيارات فى المياه إلا أننا لم نلق أى استجابة .وأكدت أن شارع التسعين تحول إلى منطقة عشوائية بلا خدمات بعد أن كشفت الأمطار الكارثة فى كيفية التخلص من المياه ما أدى إلى إعاقة حركة المواطنين والسيارات بشكل كبير إلى جانب غرق عدد كبير، من السيارات داخل الجراجات فى مشهد مأساوى . ويروى إيهاب حامد - من التجمع الخامس- تجربته القاسية بعد سقوط الأمطار حيث كان يضع سيارته _التى ما زال يدفع أقساطها _داخل الجراج وفوجئ بأن مياه الأمطار غمرتها تماما ولم يستطع إنقاذها، مطالبا بضرورة محاسبة مسئولى الأحياء لتقصيرهم فى التعامل مع الأزمة فقد ارتفعت المياه أكثر من مترين فى بعض المناطق وتأثرت شبكة الكهرباء وانقطعت عن بعض المناطق. أما سعد عبد الحميد - سائق - فيقول لم استطع استكمال خط سير الميكروباص بعد ظهور تجمعات مياه فى انفاق والمحاور والكبارى مثل مطلع كوبرى أكتوبر وماسبيرو والسبتية. التخطيط لايستوعب حجم السكان د.محمد عبد العزيز - أستاذ التخطيط العمرانى بجامعة القاهرة - يرى أن معظم المدن الجديدة كان التخطيط لبنائها منذ أكثر من 20 عاما وتعانى تهالك البنية الأساسية لها، نظرا لعدم تخطيطها بشكل يستوعب حجم السكان الذى أصبحت عليه الآن ..كما أن سوء الطرق لا يقتصر على القاهرة الجديدة فقط بل تعانى مدن كثيرة من غياب التخطيط فى البناء، بالإضافة إلى وجود خلل فى أعمال الصيانة . حالة الطوارئ اللواء مهندس حسن عبد الغنى المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بالقاهرة أكد أنه تم رفع حالة الطوارئ لمواجهة الأمطار والدفع بأسطول من سيارات شفط المياه فى جميع المناطق، حيث تم الانتهاء من شفط المياه فى معظم المناطق التى شهدت برك مياه.. كما تم توجيه السيارات إلى أماكن أخرى للتعامل مع الأزمة، وقد شهدت، معظم المحاور زحاما وكثافة سيارات ما صعب المهمة فى وصول المعدات لأماكن تجمع المياه كما أن بعض الطرق متهالكة وغير مصممة لاستقبال سقوط الأمطار ما أدى إلى تجمع برك مياه وتم التعامل معها وفقا للأجهزة المخصصة. و أوضح أن المدن الجديدة كالتجمع الخامس والعبور وأكتوبر غير تابعة للشركة القابضة وإنما لأجهزة المجتمعات العمرانية الجديدة وهى المسئولة عن تحرك سيارات الشفط لها. المهندس حنفى محمد حنفى رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالجيزة أكد أنه تم الدفع بمعدات الشركة فور سقوط الأمطار للمعاونة فى رفع أى تراكمات وصرف مياه الأمطار على أقرب شبكة للصرف الصحى كما تم منع الراحات للموظفين والعمال والقيام بشفط مياه الأمطار من مناطق الجيزة والأحياء التى تجمعت بها المياه إلى جانب الاهتمام بمطالع ومنازل الكبارى والأنفاق والميادين والشوارع لإزالة أى آثار للأمطار. البرك المائية تعوق المرور من جانبه أكد اللواء عصمت الأشقر مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للمرور - أنه تم توزيع قوات الحماية المدنية ورجال الإدارة العامة للمرور فى المناطق التى بها تراكمات مياه، لتسيير الحركة المرورية وأعلى الطريق الدائرى لسحب أى تجمعات لمياه الأمطار والعمل على منع كثافة السيارات وأوضح أن الجميع يعملون منذ سقوط الأمطار على الحد من الكثافات المرورية لمنع حدوث أى اختناقات، مشيرا إلى تكثيف تواجد ضباط الإدارة العامة للمرور على الطرق السريعة وفى الميادين الرئيسية بالقاهرة الكبرى والمحافظات. إرشادات ضرورية ويعلق اللواء علاء متولى مدير مرور القاهرة قائلا : إنه تم تكثيف الخدمات المرورية بمحاور القاهرة لمواجهة كثافة السيارات والعمل على تسيير الحركة المرورية وإزالة أى عوائق تمنع من سير السيارات إلا أن وجود برك مائية أدت إلى بطء الحركة المرورية وتم التعامل معها من خلال التنسيق مع هيئة الصرف الصحى لشفط مياه الأمطار. وطالب الرائد محمد الشربينى - مشرف غرفة العمليات بالإدارة العامة للمرور- المواطنين بتوخى أقصى درجات الحيطة والحذر أثناء القيادة وخاصة على الطرق السريعة وتقليل السرعات وترك مسافة بين السيارة والأخرى والتأكد من السلامة الفنية للسيارة قبل القيادة، كما طالبت الإدارة العامة للمرور السائقين بتهدئة السرعة بصورة تتناسب مع مستوى الرؤية الأفقية بحيث تغطى مسافة الرؤية المسافة اللازمة للتوقف، مع منع السرعات لمنع انزلاق السيارات .. مع الالتزام بالحارة المرورية والاسترشاد بالخطوط الأرضية والسير فى الحارة الوسطى من الطريق قدر المستطاع مع فتح جزئى لإحدى النوافذ بدرجة تمنع تكثف الماء على الزجاج، مع استخدام أنوار الانتظار حتى تكون مرئيا بالنسبة للغير مع استخدام آلة التنبيه على فترات متقطعة حتى تكون مسموعا واستعمال ماسحات الزجاج حال الاحتياج مع عدم التوقف فى نهر الطريق أو حتى على جانبيه مطلقا.