أبطال شعارهم النصر أو الشهادة أقسموا على تطهير الأرض والثأر لدماء زملائهم الشهداء يتحلون بثبات وعزيمة وإصرار وروح معنوية مرتفعة، رجال لا يهابون الموت يسطرون ملحمة وطنية عظيمة لا تقل فى القيمة عن ملحمة حرب أكتوبر المجيدة التى دارت فى نفس البقعة المباركة على أرض سيناء التى ارتوت بأزكى الدماء الطاهرة. إن التضحيات التى يقدمها أبطال الجيش فى سيناء هى امتداد لتضحيات وبطولات سجلها التاريخ على مر العصور دفاعا عن تراب الأرض ستظل هذه البطولات محفورة فى ذاكرة وعقول المصريين يتوارثونها جيلا بعد جيل. شهيد يودع شهيدا ولاتزال أرواحهم تبعث طاقة روحانية فى قلوب زملائهم الرجال الابطال الذين يمضون على خطى من سبقوهم يضربون أروع الأمثلة فى الوطنية والوفاء ، صدق الله العظيم فى كتابه الحكيم «ولاتحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون». من قلب مصنع الرجال و عرين الأسود التقت الأهرام أبطال إحدى أهم كتائب الصاعقة بقطاع تأمين شمال سيناء ليرووا لنا عن معاركهم الشريفة ضد الإرهاب الغاشم. فى البداية قال رئيس عمليات كتيبة قوات الصاعقة بقطاع تأمين شمال سيناء إن 90 بالمئة من عملياتهم العسكرية تكون عمليات نوعية غير نمطية تختلف عن أعمال الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، مشيرا إلى أن هذه العمليات لا تعتمد على المعلومة فقط بل تعتمد على اشخاص أيضا يتعاونون مع القوات المسلحة لديهم أدوات وآليات تؤكد صحة المعلومات، وبناء عليه يتم التحرك على أرض الواقع بعد وضع الخطط والاستراتيجيات و ذلك بالتعاون الوثيق والاشتراك مع بقية الاسلحة والافرع الاخرى للقوات المسلحة التى تقدم كل الدعم والمساعدة حتى يتم تحقيق الهدف النهائى من العملية العسكرية وهو القضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره, وأكد أن الحرب التى يخوضها الجيش المصرى حرب شريفة ضد إرهاب جبان يعتمد على حرب العصابات لا يعتمد على المواجهات فى غالبية الأحيان وإنما يعتمد على أساليب معينة اعتاد أن ينتهجها لتحقيق مكاسب أفضل من مكاسب المواجهة مع الجيش وهذه وجهة نظرهم, وأضاف قائد عمليات الكتيبة انه لكى يتحقق النجاح على الإرهاب لابد من محاربتهم بفكرهم بل يتطلب الأمر ضرورة استباق أسلوب عملهم، مؤكدا أن ذلك النهج سيحقق أعلى درجات الانتصار على الإرهاب، مشيرا إلى أن أفراد كتيبته على أعلى درجات الجاهزية, وقال إن الحصار وقطع الاتصالات ومنع الدعم اللوجيستى عن الجماعات الإرهابية جعلهم فى خلاف قوى بعضهم البعض وأدى هذا الخلاف الى رفض البعض منهم تنفيذ المهام المطلوبة منهم لشعورهم بالخوف والقلق على ذويهم واهاليهم. مؤكدا ان تضييق الخناق على هذه العناصر وغلق المحاور والمنافذ أسهم مساهمة فاعلة فى إصابة هذه العناصر بحالة من الضعف والوهن, وأوضح قائد عمليات الكتيبة أن قبل بدء العملية العسكرية الشاملة تم رصد مبالغ كبيرة لدى بعض الأفراد للقيام بعمليات تجنيد اعداد كبيرة من ضعاف النفوس الذين يمكن التأثير عليهم للقيام بعمليات إرهابية، مشيرا إلى أن هذه العناصر تؤمن بعقيدة زائفة لا تمثل لنا أي ترهيب.
روايات الجنود عن شهداء الكتيبة المنسى «الأب الروحى» خلال لقاء «الأهرام» بأفراد كتيبة الصاعقة بقطاع تأمين شمال سيناء للتعرف عن قرب على بطولات شهداء هذه الكتيبة التى قدمت الكثير والكثير من أبطالها العظماء فداء للوطن. حيث كانت بداية الحديث عن الشهيد القائد أحمد المنسى احد أبطال هذه الكتيبة فقال رئيس عمليات الكتيبة إن القائد المنسى بطل بكل المقاييس تميز بمحبة واحترام الجميع كان قريبا من كل أفراد كتيبته فهو تربى على ذلك والحديث عنه لا يعطيه حقه ولايكفيه رحمه الله، ويروى أحد أبطال الكتيبة عن علاقته بالشهيد العقيد المنسى الذى قال إن القائد المنسى لايعتبر قائدا للكتيبة. فحسب ولكن نعتبره اخا أكبر فكان يلبى احتياجات كل زملائنا المجندين فى الكتيبة فلم يبخل على افراد الكتيبه بشىء.
وائل كمال وقتال حتى الموت
الشهيدان المنسى و وائل جندى آخر يتحدث عن الشهيد النقيب وائل كمال الذى استشهد فى مداهمة عقب حادث استهداف مطار العريش العسكرى. حيث كانت المداهمة فى أكثر المناطق خطورة من حيث النشاط الارهابى، النقيب وائل خرج من مدرعته تحت ساتر للتعامل مع التكفيريين وخلال المداهمة أصيب بطلقة فى كتفه وبالرغم من ذلك استمر فى التعامل والقتال ثم حاول أن يعود الى المدرعة وهو فى طريقه اصيب بطلقة اخرى فى جنبه واستشهد وهو فى طريقه للمستشفى يضيف البطل أن النقيب وائل كان يحب الجنود و كان يحترمنا وكان حقا بمنزلة اخ أكبر رحمة الله عليه.
رامى حسنين واللقاء الأخير
أما القائد الشهيد رامى حسنين فقال عنه رئيس عمليات الكتيبة: سمعت عنه أساطير وروايات فى كيفية التعامل مع الأسلحة و التعامل مع أى موقف و هذا ما جعلنى أتقرب منه للتعلم والاستفادة من خبراته . البطل رامى حسنين
ويروى جندى آخر من كتيبة الصاعقة عن الشهيد رامى يقول أشعر بالسعادة دائما عند القيام بمداهمة فى سيناء وأتمنى من الله ان أنال الشهادة مثل الابطال الذين سبقونى لكى أحقق ما حققوه من نصر واليوم أود أن أتحدث عن العقيد رامى حسنين رحمة الله عليه والذى كان من القادة العظماء والذى يعد بطلا ومثلا أعلى بمعنى الكلمة فلا ابالغ انه اب لجميع أفراد الكتيبة فكان يحبنا ويحترمنا جميعا وكلنا كنا نتمنى أن نشارك فى المداهمات معه. واضاف ان الشهيد رامى اجتمع بنا فى آخر مداهمة وقال نصا لنا : حد محتاج حاجة من اهله حد زعلان منى، انتم مثل أولادى فى البيت، وكأنه يعلم أن هذا هو اللقاء الأخير بنا وبالفعل استشهد فى هذه المداهمة .