اختتم مساء أمس مهرجان الإسماعيلية السينمائى الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة فعاليات دورته العشرين، بعد محاولة جادة للبحث عن آليات جديدة لتطوير المهرجان رغم ضعف الميزانية، فى الوقت الذى تأتى فيه أهمية المهرجان كونه النافذة الوحيدة لمشاهدة الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة وأفلام التحريك رغم أن إدارة المهرجان لم تتوان فى عرض الأفلام بأماكن متفرقة بمدينة الإسماعيلية مثل قصر الثقافة وسينما دينا، وحديقة الشيخ زايد، وحديقة الأشجار، ومكتبة مصر، ورغم الدعاية المتفرقة فى كل مكان فإن جمهور الإسماعيلية لم تجذبه حتى الآن نوعيات تلك الأفلام بعد مرور عشرين عاما على إقامة المهرجان بالمحافظة، الأمر الذى لا بد من التوقف عنده والبحث عن سبل جديدة من شأنها العمل على حث جمهور الإسماعيلية على المشاركة الوجدانية ومشاهدة الأفلام، لأن عدم متابعة الجماهير الأفلام من أكثر العوامل التى وضعت إدارة المهرجان فى مأزق، رغم توفير أماكن للعرض ومشاركة متطوعين لحث الجمهور على الحضور من قبل بدء المهرجان. ومازال هناك عمل كبير لنشر هذه الثقافة خلال الدورات القادمة والبحث عن إمكانية لترجمة جميع الأفلام المشاركة، فربما يكون عدم ترجمة الأفلام هو السبب الرئيسى لعزوف الجمهور عن مشاهدة الأفلام التى جاء معظمها برؤى متعددة، منها الإنسانى والسياسي، ومنها أفلام تتحدث عن تجارب ذاتية، لكن بعض الأفلام اتسم بضعف الرؤية الفنية وعدم تمكن مخرجيها من أدواتهم، مما كشف عن إخفاق لجنة المشاهدة فى اختيار بعض الأفلام، عدا أفلام التحريك التى تميزت هذا العام بالتقنيات الحديثة التى أدخلت على صناعة فيلم التحريك الذى أصبح مميزا فى صنع شخصيات كرتونية مبتكرة. ولم تكن الدورة العشرون أكثر تميزا من الدورة السابقة التى تميزت بعرض أفلام ناقشت الأوضاع السياسية من خلال قضايا إنسانية ظهرت مع ظروف الحرب على «داعش» والتنظيمات الإرهابية. رسالة وفاء تسعة عشر عاما مرت على إقامة المهرجان قبل بداية الدورة العشرين التى جاءت برسالة وفاء وحب من رئيس المهرجان الناقد عصام زكريا الذى استحدث أرشيفا خاصا يضم كل مقتنيات الدورات السابقة للمهرجان من مطبوعات وصور من خلال معرض ضم الملصقات والمطبوعات والصور الفوتوغرافية والمواد الفيلمية للدورات ال19 السابقة، وهى مواد قامت إدارة المهرجان بتجميعها وترتيبها فى إطار مشروع «تأسيس ذاكرة وأرشيف المهرجان» الذى أطلقه المركز القومى للسينما برئاسة الدكتور خالد عبد الجليل. أبو شادي.. ذاكرة الإسماعيلية لم يغب لحظة الناقد الراحل على أبو شادى عن الدورة العشرين، فكانت روحه حاضرة فى احتفالية تكريمه بحضور جمع كبير من النقاد والصحفيين والسينمائيين. تعاون مصرى - مغربى - أردنى شهد المهرجان بروتوكول تعاون سينمائى مصريا مغربيا، متمثلا فى المركز القومى للسينما برئاسة د. خالد عبد الجليل، والمركز السينمائى المغربى برئاسة صارم الفاسي. وتم الاتفاق على تنسيق سبل ربط الاتصال بين المسئولين والمهنيين من القطاع السينمائى فى كلا البلدين فى تعاون ثنائى مثمر فى مجال السينما وتشجيع تبادل التجارب والخبرات فى مجال التكوين والتكوين المستمر وتشجيع إقامة أسابيع سينمائية بصفة دورية بين البلدين والمشاركة فى المهرجانات واللقاءات السينمائية المنظمة وتشجيع توزيع وتصوير الأفلام المغربية بمصر والأفلام المصرية بالمغرب، مع العمل على تشجيع عنونة هذه الأفلام بما يسهل عرضها على جمهور البلدين، وعلى جانب آخر تم توقيع اتفاقية تفاهم سينمائى مصرى - أردنى بين المركز القومى للسينما المصرية والهيئة الملكية الأردنية للأفلام ويمثلها شادى النمرى ممثل الهيئة الملكية الأردنية، وتهدف الاتفاقية إلى تشجيع الثقافة السينمائية، وعمل الفريقين على ترويج الثقافة السينمائية، ونشر ودعم قيم الإبداع بين فئات المجتمع، حيث تقوم الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بتنظيم فعالية دورية تحت عنوان «أيام مهرجان الإسماعيلية فى الأردن» يتم من خلالها عرض مجموعة أفلام مختارة من القائمة المشاركة فى المهرجان، وكذلك استضافة من ترشحه إدارة المهرجان لمناقشة تلك الأفلام، وفقا للقواعد والفعاليات التى تراها الهيئة، كذلك تقوم إدارة مهرجان الإسماعيلية باستضافة من ينوب عن الهيئة لحضور فعاليات المهرجان فى مصر، كما تأخذ إدارة المهرجان على عاتقها إتاحة الفرصة لعرض مجموعة من الأفلام التى ترشحها الهيئة للمهرجان. على هامش المهرجان من الفعاليات ورشة التصوير التى قام بها مدير التصوير سعيد الشيمى واستمرت على مدار أيام المهرجان وورشة «صناعة الأفلام» تحت عنوان «أ - ب سينما» لصناعة الفيلم القصير والتعرف على أساسيات صناعة الفيلم السينمائى وطرق تصويره تحت إشراف المونتيرة منار حسني، وقامت الورشة على أساسيات صناعة الفيلم السينمائى وكيفية إنتاجه وخوض تجربة كتابة السيناريو وطرق التصوير الجيد وحثهم على تنمية الخيال من أجل الإبداع وورشة الديكور السينمائى التى كانت موجهة لكل صناع السينما (إخراج - تصوير - ديكور - مونتاج نور - رسوم متحركة)، وكان الهدف منها إتاحة الفرصة للتعرف على المناحى الإبداعية المختلفة التى تصاحب تحويل النص الدرامى إلى عناصر مرئية.