أكد السفير حسام زكى الأمين العام المساعد للجامعة العربية أن قمة الظهران نجحت فى تحقيق أهدافها بدرجة عالية وبالذات فيما يتصل بتحديد الموقف العربى أمام العالم بالشكل المطلوب سواء على صعيد القضية الفلسطينية بحسب انها ما زالت قضية العرب المركزية طبقا لوصف أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة فى خطابه المهم أمام القادة العرب أو على صعيد التدخلات الخارجية فى الشئون الداخلية للدول العربية . جاء ذلك فى إجابته عن سؤال ل «الأهرام» خلال تصريحات أدلى بها للصحفيين الذين رافقوا وفد الأمانة العامة للجامعة الى القمة قبل عودته الى القاهرة أمس. وأشار زكى الى إطلاق مسمى «القدس»على قمة الظهران وماأسفرت عنه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بأبعادها وتطوراتها المختلفة ينطوى على موقف بالغ الايجابية خاصة فى ضوء ما كان يردده البعض من تراجع الاهتمام العربى بالقضية الفلسطينية. وقال إن القادة العرب على الرغم من كل ما يتردد فى هذا الشأن تمكنوا فى قمة الظهران من إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينة وهو ما تجلى فى كلماتهم فى جلستها الافتتاحية، ووضعها محورا رئيسيا لنقاشاتهم وقرارتهم وهو أمر يستحق فى حد ذاته التقدير. وردا على سؤال آخر ل «الأهرام» حول غياب الضربة الثلاثية العسكرية على سوريا عن جدول أعمال القمة وهل لذلك علاقة بتجنب تعميق الخلافات العربية التى ظهرت عقب الضربة ما بين مؤيد ورافض ويتنبى موقفا محايدا فعلق السفير حسام زكى بقوله: إن الملف السورى ينطوى على تعقيدات كثيرة ومنذ أن تم طرحه منذ سبع سنوات وله أوجه متعددة عسكرية وأمنية وسياسية وانسانية فضلا عن وجود أيد غير عربية تعبث بهذا الملف منذ سنوات طويلة موضحا أن الجانب العربى بدأ يبحث عن تفعيل دوره فى كيفية معالجة هذه الأزمة السورية مشددا على أهمية هذا الدور الذى وصفه بأنه يجب أن يكون أساسيا، معربا عن قناعته بأن موضوع الضربة العسكرية الثلاثية الأخيرة ضد سوريا هوجزء من الكل ومن الصورة العامة التى يجب الانتباه الى أنها متشابكة ومعقدة ولا تقتصر على تطور هنا أو هناك. وردا على سؤال بشأن ما إذاكانت طهران تراهن على الانقسام العربى فى ظل تأييد بعض الدول العربية لسياستها، أعرب زكى عن اعتقاده بأن الموقف العربى آخذ فى التطور بشأن أسس العلاقات مع ايران. وقال « ربما كانت هناك بعض الدول فى فترة ما تقيم علاقات كاملة مع إيران ولكن الموقف العربى الآن تطور وبدأ ينحو فى اتجاه إدراك أن تدخلات إيران تفضى الى آثار وتداعيات سلبية سواء على صعيد القضايا والملفات التى تتدخل فيها طرفا إقليميا أو على صعيد الدول التى تتدخل فيها منبها الى ضرورة اليقظة والوعى بمخاطر ذلك على الأمن القومى العربى لأن هذا التدخل فى غاية الدقة والحساسية». وحول الوثيقة التى صدرت عن القمة بشأن الأمن القومى العربى أفاد الأمين العام المساعد للجامعة بأن الجانب السعودى هو الذى أعد هذه الوثيقة وطرحها على القادة الذين رحبوا بها فور الاستماع الى مضمونها ومحتوياتها لاسيما أنه تم صياغتها بشكل جيد ومتوازن وايجابى مع مراعاتها الأولويات العربية معربا عن ثقته بأنها تجسد عمق الموقف العربى فى القمة بينما إعلان الظهران الختامى هو محصلة للقرارات التى أصدرها القادة ويتناول مختلف القضايا والملفات العربية سياسية واستراتيجية وأمنية واقتصادية واجتماعية .