ربما كانت الصدمة أكبر من أن يستشعر المصابون بها بالحزن والوجيعة.. حتي تنتهي وقائع تشييع الأحباء.. الأعزاء.. الذين نالت منهم يد الغدر ليصبحوا راحلين. الحزن يعتصر القلوب.. غصته تخنق الدموع.. ولكن العزاء لهؤلاء في أن أبنائهم الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون. كان أمس موعد ذوي الشهداء مع لحظة الحقيقة.. انهم رحلوا ووروا التراب بعد جنازة عسكرية جماعية تقدمها المشير محمد حسين طنطاوي, القائد العام للمجلس الأعلي للقوات المسلحة ووزير الدفاع والقادة العسكريون. وقد رصدت الأهرام قصص بعض الشهداء من محافظاتهم, حيث كان رصيد الشرقية5 شهداء. الشرقية.. تقدم5 شهداء ومصابين الشرقية من نرمين الشوادفي وعثمان شحاتة: قدمت الشرقية5 من أبنائها, حيث تحولت مراكز كفر صقر والحسينية وبلبيس ومنيا القمح إلي سرادقات عزاء مفتوحة لتلقي العزاء.. وفي قرية سلمنت مركز بلبيس, أفقدت الصدمة والدي الشهيد محمد أحمد مهدي القدرة علي النطق وذهبا في غيبوبة متقطعة.. والفقيد هو الابن الثاني له شقيق أكبر وثلاث شقيقات علموا بنبأ استشهاده عن طريق شبكة الإنترنت قبل إخطارهم الشهيد محمد رضا عبدالفتاح(22 سنة) يقول والده الذي انتبابته حالة ذهول: إنه كان يتوقع مصير نجله, وإنه لن يعود إلا ميتا. وفي منشأة أبو عمر, مركز الحسينية, كان المشهد مهيبا, حيث خرجت أهالي القرية لمؤازرة أسرة الشهيد ثروت سليمان رمضان(12 عاما) حيث اجتمعت النساء حول والدته المنتحبة علي ابنها ثروت الابن الأوسط من بين5 أبناء. وفي قرية الشهيد, المجند حمدي جمال حفناوي بعزبة الشافعي التي خرجت عن بكرة أبيها في انتظار وصول جثمانه لتوديعه لمثواه الأخير.يقول والده كان حمدي يعتزم الارتباط فور انتهاء خدمته التي أوشكت علي الانتهاء. أما الشهيد الخامس: حمادة عيد أحمد(22 عاما) من قرية عرب العبابدة التابعة لمركز بلبيس فله5 أشقاء, والده موظف بجهاز العاشر من رمضان ووالدته ربة منزل. الدقهلية تعيش حالة من الغضب لاستشهاد3 من أبنائها المنصورة عطية عبد الحميد: شهدت محافظة الدقهلية حالة من الغليات والغضب الشعبي ازاء فقدانها ثلاثة من أبنائها حيث خيم الحزن والسواد علي قري تيرة ومركز نبروه وسباط كريم الدين مركز شربين والستانية مركز المنزلة فور علم أهلها لخبر اشتهاد أبنائها الثلاثة.قامت طائرة هليكوبتر عسكرية بنثل جثامين شهداء الدقهلية الثلاثة حامد عبد المعطي عبد العزيز حامد ووليد ممدوح زكريا قنديل ومحمد إبراهيم إبراهيم عبد الغفار مطاره شاوة مركز المنصورة. وقامت3 سيارات إسعاف بنقل جثمان حامد عبد العاطي إلي قريته تيره مركز نبروه ووليد قنديل إلي قريته بساط كريم الدين مركز شربين ومحمد إبراهيم عب الغفار إلي قريته لمركز المنزلة وقد تجمع الآلاف من أهالي لتوديع الراحلين. وفي قرية بساط كريم الدين مركز شربين خيم الحزن الشديد علي منزل الشهيد وليد ممدوح زكريا قنديل22 سنة والده الذي يعمل موظفا بمجلس محلي القرية صدمه خبر استشهاد نجله نظرا لمرضه الشديد بالضغط والسكر والكبد وهو الأمر الذي اصاب الأب المكلوم بالشلل التام وتقول شقيقة طارق أنه تلقي اتصالا تليفونيا منه قبل الحادث بساعة واحدة وانه كان يبكي وطلب مساعدتي في نقله من هذا المكان وفي قرية الستايتة مركز المنزلة استقبال أهالي القرية خبر استشهاد ابنها محمد إبراهيم عبد الغفار بحالة من الغضب الشديد وطالبوا بالقصاص لكل المصريين الذين راحوا ضحية هذا الحادث وأكد الأهالي أن اسرة الشهيد كانت تستعد لزفاف شقيقته صابرة في ثالث أيام العيد جنازة شعبية مهيبة لشهيد قنا سوف أحضر لقضاء العيد معكم.. عاوزة حاجة يا أمي أجيبها لك وأنا جاي.. عايزاك طيب ياضنايا أحنا في انتظارك.. كانت هذه آخر كلمات المجند أحمد محمد عبدالنبي مع أمه قبل الحادث الارهابي الغادر بيومين فقط. ليعود إليها شهيدا ملفوف في علم مصر داخل صندوق خشبي بعد أن نالت منه ورفاقه أيادي خفافيش الظلام ونيران الارهاب الأسود.ليدفن بمسقط رأسه بقرية الكعمات التي استقبلته استقبالا شعبيا مختلطا بالحزن والدموع بعدما قدم حياته فداء للوطن علي الحدود في رفح ولتغرق الام الثكلي في دموعها رغم حرص أقاربها علي عدم ابلاغها لانها مصابة بالضغط والسكر والكبد وصحتها سيئة للغاية وأصيبت بحالة انهيار وغيبوبة خوفا عليها فالشهيد أحمد عبدالنبي ينتمي بحسب المهندس جمال رشوان احد ابناء عمومته لذات العائلة وهي عائلة رشوان بناحية مركز أبو تشت وقد التحق الشهيد بسلاح الحدود قبل شهرين ونصف الشهر وكان دمث الخلق والاخلاق ومن فرسان قبيلة السماعة في الخلق والاخلاق. وكانت قرية الكعمات قد شهدت توافد آلاف المواطنين من القري الملاصقة لها ومركزي نجع حمادي وفرشوط وقبائل هوارة التي ينتمي اليها الشهيد أحد اكبر قبائل الصعيد. ..وشهيدان بالمنيا المنيا حجاج الحسيني وصل جثمانا شهيدين للقوات المسلحة مطار المنيا الحربي ظهر أمس, وكان في استقبال الجثمانين أقاربهما وعدد كبير من الاهالي حيث تم دفن جثمان الشهيد محمد أحمد عبدالنعيم محمود بمقابر الاسرة بقرية ساقية داقوف التابعة لمركز سمالوط بالمنيا ودخل جثمان الشهيد محمد محمد عبدالرحمن المصري بمقابر الأسرة بقرية القمادير بمركز سمالوط أيضا. يذكر أن الشهيدين ينتميان إلي مركز سمالوط بمحافظة المنيا, وكان الشهيد محمد أحمد عبدالنعيم محمود يقضي أجازته وسط أسرته قبل أربعة أيام فقط من وقوع الحادث الغادر