استشهد فلسطينيان أحدهما فى استهداف إسرائيلى والأخر متأثرا بجراحه أمس فى قطاع غزة ، بحسب ما أعلنت مصادر فلسطينية. وذكرت المصادر أن مسعفين انتشلوا جثة فلسطينى قتل فى استهداف إسرائيلى شرق قطاع غزة من دون التعرف على هويته على الفور. وفى وقت سابق ، قال الجيش الإسرائيلى إن طائرة عسكرية تابعة له استهدفت فلسطينيا كان مسلحا بالقرب من السياج الفاصل مع قطاع غزة. ولاحقا، أعلنت مصادر طبية عن وفاة فلسطينى 34 عاما متأثرا بجراحه التى أصيب بها بالرأس برصاص الجيش الإسرائيلى خلال تظاهرت شرق قطاع غزة يوم الجمعة الماضية. ويرتفع بذلك عدد القتلى الفلسطينيين إلى 19 شخصا منذ إطلاق «مسيرات العودة الكبرى» غير المسبوقة يوم الجمعة الماضية قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل. وفى سياق قريب ، أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن إصابة ثلاثة صيادين فلسطينيين أمس بإطلاق نار من قوات البحرية الإسرائيلية قبالة ساحل بحر مدينة غزة. وكان صياد فلسطينى قتل بإطلاق نار من قوات البحرية الإسرائيلية فى 25 فبراير الماضى ، فيما علق الصيادون فى قطاع غزة عملهم ليومين احتجاجا على الحادثة. وفى سياق متصل ،تهيمن الاستعدادات المكثفة للجمعة الثانية من «مسيرات العودة الكبرى» قرب السياج الفاصل مع قطاع غزة على المشهد فى قطاع غزة.وغلبت المسيرات والاستعدادات الشعبية لهذا الحدث على أحاديث سكان قطاع غزة ، البالغ عددهم مليونى نسمة ، وسط ابتكار لوسائل بدائية متعددة من النشطاء الشباب للحد من استهدافهم من قناصة الجيش الإسرائيلي.وقدتسابق مئات الشباب الفلسطينى فى جمع ونقل إطارات المركبات المطاطية ومراكمتها على طول السياج الفاصل تمهيدا لإشعالها خلال مسيرات اليوم وشوهدت أكوام مترامية من الإطارات البالية وقد سدت مداخل خيام الاعتصام التى نصبت للمتظاهرين فى خمس مناطق رئيسية خصوصا فى جنوب قطاع غزة. وقال نشطاء إن الإطارات سيتم استخدامها وحرقها على طول الحدود ليشكل الدخان الأسود الكثيف المنبعث منها عائقا للرؤية أمام الجنود الإسرائيليين خلال المواجهات. وقال أحد النشطاء الشباب ويدعى صدام محيسن لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «نجهز الإطارات لجمعة الغد من أجل إحراقها حتى يغطى دخانها بيننا وبين القناصة من الجنود الإسرائيليين». وأضاف محيسن أن «هذا جزء من خطة المواجهة السلمية التى نسعى لها للتقليل من حجم عدد القتلى والإصابات برصاص الجيش الإسرائيلى خلال المسيرات. وجند القائمون على الحملة العشرات من عربات الكارو و«التوك التوك» وحتى المركبات لنقل الإطارات إلى الأطراف الشرقية لقطاع غزة بالقرب من السياج الفاصل مع إسرائيل. وقال مشاركون فى الحملة إن خطوتهم جاءت بعد أن أيقنوا أهمية الإطارات المشتعلة ودورها المزدوج فى التشويش على قناصة الجيش الإسرائيلى ومضايقتهم بدخانها الكريه. ويعد حرق الإطارات المطاطية أسلوبا متعارف عليه لدى الفلسطينيين منذ إطلاقهم الانتفاضة الشعبية الأولى عام 87 ، لكنها المرة الأولى التى يتم اللجوء إليه بهذا الحجم الكبير.وأطلق نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعى وسم «جمعة الكوتشوك» على مسيرات الجمعة المقبلة فى إطار مسيرات العودة الكبرى التى انطلقت يوم الجمعة الماضية. وفى الوقت الذى أعلن فيه الجيش الإسرائيلى عزمه مواصلة «التصدى لأى محاولات اقتراب من السياج الفاصل» مع قطاع غزة، محملا حركة حماس ، التى تسيطر على القطاع ، مسئولية الأحداث فيه ، دعت حملة لمنظمة حقوقية اسرائيلية الخميس الجنود الاسرائيليين الى رفض اطلاق النار على فلسطينيين عزّل، وسط تصاعد التوتر قبيل تظاهرات جديدة عند الحدود مع قطاع غزة. ودفعت الحملة التى ينظمها مركز المعلومات الاسرائيلى لحقوق الانسان فى الاراضى المحتلة «بتسيلم» وتتضمن اعلانات فى صحف اسرائيلية وزير الامن العام الاسرائيلى الى اعتبار دعوة المنظمة تحريضا على العصيان والطلب من المدعى العام النظر فى ما اذا يتجوب اخضاعها للتحقيق.وتتضمن حملة منظمة «بتسيلم» اعلانات يرد فيها «عفوا ايها القائد، لا يمكننى اطلاق النار». وتقول اعلانات المنظمة المدافعة عن حقوق الفلسطينيين «أيها الجندي، قواعد الاشتباك التى يمكن أن تؤدى الى وفاة مدنيين لا يشكلون تهديدا للارواح البشرية، مخالفة للقانون». فى تلك الأثناء ،قدمت حركة حماس مبالغ مالية تتراوح بين مئتى وثلاثة آلاف دولار أمريكى لأهالى القتلى والجرحى الفلسطينين خلال الاحتجاجات الأخيرة على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، بحسب ما أعلنت فى بيان.وقال المتحدث باسم حماس حازم قاسم فى البيان إن حركته «ساندت عائلة كل شهيد بمبلغ 3000 دولار أمريكى، وكل مصاب بجروح بليغة بمبلغ 500 دولار، وكل مصاب بجروح متوسطة بمبلغ 200 دولار، وذلك اعتمادا على تصنيف وزارة الصحة للجرحى”.