يقول الله تعالى : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ويقول الله تعالى : وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ والمعيشة الضنك هى الضيق من كل شيء وأن يقيض لك الله شيطانا قرينا أي أن يصاحبك ويلازمك شيطان بصورة دائمة والشعور بعدم الأمان والقلق والضيق وعدم الرضا وغيرها من المتاعب ، كلها مَعِيشَةً ضَنكًا تسببت بها لنفسك انت وشيطانك القرين ؛ نتيجة الابتعاد عن ذكرك لله وعدم خشيتك لله بالغيب وعدم تزكيتك لنفسك بتقوى الله. وما تمر به من محن ومواقف مؤلمة ومن قد تتعامل معهم من أصحاب النفوس والقلوب المريضة ، كل ما سبق رسائل من الله يرسلها إليك لتعود إلى الله وتعترف بحاجتك لقوة الله وللاستعانة بالله ولدعاء الله وللأخلاص له سبحانه في كل أعمالك ولتتوكل على الله وتستقم لله وتذكر الله بصورة دائمة ولتستعيذ بالله وليتعلق قلبك بالله وحده لا شريك له في كل وقت وحين ولتنوب بقلبك إلى الله. ويقول الله تعالى : اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ويقول الله تعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ ويقول الله تعالى : ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ومعنى ذلك أن الله لا يغير ما بالناس من راحة وسكينة إلى قلق وضيق إلا بعدما يغيرون هم ما بأنفسهم من نفس خلقت تتوق لحب الله وترتاح بعبادته وذكره وباجتناب كبائر ما ينهى الله عنه إلى نفس فاسدة غارقة في ارتكاب كبائر الإثم والفواحش ولا تذكر الله. ويقول الله تعالى : مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ... يتضح من آية الله انه لابد من خشية الله في كل الأفعال والإنابة إليه بكل الأمور وعدم الإنابة إلى نفسك أو إلى أي إنسان. وإذا لم تتقي الله في كل أقوالك وأفعالك وإذا لم تذكر الله ، فالله ييسرك للعسر في الأمور لأنك لم تتوكل على خالقك وخالق كل شيء وبالمثل اذا كنت تتقي الله في كل أقوالك وأفعالك وتذكر الله بصورة دائمة ، فأن الله ييسرك لليسر في الأمور لأنك توكلت عليه وخشيته. ويقول الله تعالى : فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَىٰ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ ويقول الله تعالى : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ ... هل لاحظت معي أن الصلاة رزق من الله بالأساس ؟ علينا ان ننظر إلى الصلاة بأنها رزق لنا من الله ، الله لا يحتاج لعبادتنا له ولكن أنفسنا هى من تحتاج لعبادة الله والخشوع لله في الصلاة لتهدأ وتسكن وتشعر بالطمأنينة ويبتعد عنها الشيطان . ويقول الله تعالى : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ويقول الله تعالى : وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ... وهنا يتضح لنا صعوبة المداومة على الصلاة دون الخشوع لله. وذكر الله ليس فقط بالتسبيح وقراءة القرآن ولكن ايضا بتقوى الله واجتناب الكبائر بعدم الشرك بالله احدا من عباده وخلقه والحفاظ على الصلاة وأن تتوكل على الله وتطلب منه وحده المدد والعون ولا تقتل ولا تسرق ولا تزني ولا تغيب عقلك بشرب الخمر والمخدرات ولا تتكبر ولا تغتاب ولا تنم ولا تهمز ولا تلمز ولا تكره ولا تحقد ولا تحسد ولا تغل ولا تظلم وتشكر الله وترضى بنعم الله عليك ليزيدك الله من فضله في الدنيا ويدخلك الجنة في الآخرة. ويقول الله تعالى : إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ، ويقول الله تعالى : الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ ، ويقول الله تعالى : إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا. [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي;